اللواء عبدالله سالم المالكي

ماضٍ تليد وحاضرٌ مجيد

يقول من سبقنا: اللي ماله ماضي ماله حاضر
ونحن نقول: ارفع رأسك أنت سعودي
نعم هذه السعودية التي نفتخر باسمها، ونعتز بالانتماء لها ونتغنى بالعيش فيها، وقد أراد الله بالمملكة العربية السعودية وبأهلها خيرًا منذ أسس الإمام محمد بن سعود الدرعية عاصمةً مدنيةً لدولة فتيّة، فتمركزت الإرادة والإدارة.
يقول لنا التاريخ: إن الدولة السعودية الأولى كانت فكرة الدولة المرتجاة بعد قرون من الفرقة والتشتت وانتشار الخرافات والشركيات؛ فقيَّض الله لها الإمام محمد بن سعود الذي أيَّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته إلى التوحيد؛ فقامت الدولة السعودية الأولى على تراب أرضٍ استعصت على كل مستعمر، واستبسلت أمام كل متربص كان هدفه القضاء على هذه الدولة الفتية في مهدها حسدًا أو حقدًا، ولم تكن أسرة آل سعود تبني مجدها بسواعد غيرها، بل أقامت مجدها بنفسها، وكان أئمتها يقاتلون، ويُجرحون، ويفقدون أرواحهم، وأرواح أبنائهم، وتهجّر عائلاتهم في سبيل تأصيل واسترداد زعامة مستحقة؛ فهم قادة ميدان عقيدتهم التوحيد ودستورهم القرآن والسنة ومنهجهم الوسطية والاعتدال، علم الله ما في قلوبهم فأثابهم نصرًا مبينًا، وقد حدث ما حدث من حروب للقضاء عليها، ولكنها عادت بعد سبع سنوات على يد إمام تاريخي من آل سعود هو الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، واستمرت إلى ما شاء الله وتوسعت، ولكنها حُوربت ثم بعثت ثالثةً بعد عشر سنوات من محاولة القضاء عليها على يد سليل المجد وباني الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي أرادها وطنًا جامعًا، ودولة مؤسسات مستقبلية، وعامل استقرار للعالم أجمع.

وجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خير الجزاء، وهو المتعمق في كتب التاريخ ودراساته على إصدار الأمر الملكي في الرابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1443هـ المتضمن اعتبار يوم (22 فبراير) من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، وإطلاق اسم يوم التأسيس عليه ويوافق يوم 30 جمادى الآخرة 1139هـ 22فبراير 1727م، وهو تاريخ بداية عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى.

وها نحن الآن بعد الماضي التليد نعيش حاضرًا مجيدًا ينعم بنهضة اقتصادية ضخمة في وطن آمن همه بناء الإنسان وتنمية المكان، والمحافظة على جودة الحياة للمواطن، والمقيم والضيف، والزائر والحاج والمعتمر، ونتطلع إلى مستقبل مشرق واعد -بإذن الله-.

لذلك علينا أن نعرف تاريخنا، وأن نعرف تضحيات آبائنا وأجدادنا، وأن نعلم أبناءنا قصص أبطالنا التي سطرها التاريخ من أجل هذه الأرض الطيبة، وأن نحرص كل الحرص على لحمتنا المجتمعية ومكتسباتنا الوطنية وتاريخنا المجيد، والله خير الحافظين.

—————————-
كاتب رأي ومستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com