حوارات خاصة

مدير عام صحة الباحة “لصحيفة مكة الالكترونية ” مشاريع الخدمات الصحية – سترى النور قريبًا

الباحة – كشف مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة الدكتور/ سمير بن مشبب الشهراني عن الكثير مما تقدمه صحة الباحة لأبناء المنطقة والمقيمين على أرضها من خدمات صحية، وما تسعى إلى تحقيقه من أمان صحي لأهالي المنطقة وزوارها، وكل من يمر بها.

جاء ذلك في حديث خاص لصحيفة “مكة” الإلكترونية عن الكثير من النقاط التي تهم أبناء منطقة الباحة؛ وذلك من خلال الحوار التالي:

أهلًا وسهلًا فيك سعادة الدكتور

– تعتبر منطقة الباحة من المدن الصحية على مستوى المملكة. ماذا يعني لكم ذلك؟
يخضع مشروع المدن الصحية العالمي لعدد كبير من المعايير الشاملة لجميع جوانب الحياة الصحية وجودتها من الناحية البيئية والمجتمعية؛ الوصول للخدمات الصحية وكفاءتها؛ الجوانب الوقائية؛ الوعي الصحي وغيرها من المعايير الدقيقة والمختلفة، والتي يشترك فيها الفرد والمجتمع والمؤسسات المقدمة للخدمات، ولا شك بأن توفر مثل هذا النموذج في منطقة الباحة يعكس الوعي لدى الأفراد والمجتمع، وحسن الإدارة والمخرجات لدى الجهات الحكومية المعنية بذلك.

– يتردد من حين لآخر بأن منطقة الباحة تحتل المركز الأول من حيث خطورة الإصابة بالاكتئاب!!
ما حقيقة ذلك رغم الطبيعة الخلابة في المنطقة؟
لا أعتقد بصحة ذلك إطلاقًا لعدم وجود دراسة محكمة ومعتمدة في هذا الجانب خصوصًا وأن الدراسات المسحية لابد أن تخضع لشروط ومعايير عديدة ودقيقة منها حجم العينة؛ توحيد الظروف المحيطة والمصاحبة، لا سيما عند عمل الدراسات المقارنة فعلى سبيل المثال: لا يتم سؤال مجتمع معين عن طريق الاتصال الهاتفي ومجتمع آخر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتم مقابل مجتمع ثالث بالسؤال المباشر وهكذا.

كيف تصف تجربتك في إدارة مستشفى الملك فهد بالباحة؟ وماذا يحتاج المستشفى في المرحلة القادمة؟
مستشفى الملك فهد بمنطقة الباحة من أكبر مستشفيات وزارة الصحة، ومن المستشفيات المرجعية المتقدمة والعريقة يمتد عمله لأكثر من أربعين عامًا، وبه تخصصات كثيرة ودقيقة، ويقدم خدمات متميزة على المستوى الوقائي والتشخيصي والعلاجي، وبرهن ذلك خلال جائحة كوفيد 19؛ حيث تم الاعتماد عليه كمركز متخصص بكورونا، وحصل على المركز الأول على مستوى المملكة في تطبيق معايير مكافحة العدوى، وبعد فترة بسيطة من بداية الجائحة عاد لتقديم كافة الخدمات الصحية من عيادات وعمليات روتينية وجراحة اليوم الواحد وغيرها من الخدمات، ويعد من مراكز كورونا المعدودة ومن أوائلها إن لم يكن الأول على مستوى المملكة في إعادة جميع الخدمات الطبية مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية وسلامة المرضى؛ بالإضافة إلى تقديم خدمات كورونا بذات المستوى من الجودة والفاعلية، إضافة إلى أن مستشفى الملك فهد بالباحة مستشفى تعليمي سواءً لطلاب كلية الطب وأطباء الامتياز أو المراحل الدراسات العليا؛ حيث يضم أكثر من تسعة برامج دراسات عليا وزمالات طبية معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية؛ لذلك أعتقد بأن تجربتي فيه كانت من أجمل محطاتي العملية، أما احتياج المستشفى فهو شعاره الدائم “الجودة والتحسين المستمر وعدم التوقف إطلاقًا سواءً عند النجاح أو الإخفاق والطموح لتقديم الأفضل”

– المواطن يسأل عن المشاريع الصحية في ميزانية 2022م؟

صحة الباحة تسعى دائمًا للتطور والتطوير سواءً عن طريق التوسع في خدمات المشاريع القائمة أو إنجاز المشاريع تحت الإنشاء، وكذلك طرح المشاريع الجديدة ذات الفائدة والعائد الإيجابي للفرد والمجتمع، ومنها إنشاء وتطوير عدد من المراكز الصحية، وتطوير عدد من الأقسام في المستشفيات كالعنايات المركزة والطوارئ؛ إضافة لخدمات صحية جديدة بالعديد من المستشفيات، وغيرها من المشاريع الطموحة التي سترى النور -بإذن الله- قريبًا بدعم وتوجيه ومتابعة من سمو سيدي أمير المنطقة الدكتور حسام بن سعود -حفظه الله- وكذلك معالي وزير الصحة م. فهد بن عبدالرحمن الجلاجل سلمه الله.

– ما الذي يسعى لتحقيقه الدكتور سمير لأبناء منطقة الباحة في المجال الصحي؟
أسعى وجميع زملائي وزميلاتي في صحة الباحة؛ حيث إنهم وقود النجاح والعاملين ليلًا نهارًا بلا كلل أو ملل باستشعار المسؤولية تجاه الفرد والمجتمع، وتحقيق الأمان الصحي -بإذن الله تعالى- لأهالي المنطقة والزوار والسياح، وجميع من يمر بهذه المنطقة الغالية.

– يتطلع أهالي القطاع التهامي لمنطقة الباحة أن يصبح مستشفى المخواة موازيًا لمستسفى الملك فهد في جميع الخدمات لإنهاء معاناتهم من قطع مسافات طويلة إلى مستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير مشاري. متى يتحقق لهم ذلك؟
نبذل كل جهد وبكل جد في صحة الباحة؛ لتطوير الخدمات الصحية على جميع الأصعدة، لا سيما في القطاع التهامي، ولا يخفى عليكم بأنه تم افتتاح مستشفى المخواة الجديد قبل قرابة العام والخدمات الصحية المقدمة عمل تراكمي يتم على مراحل، وفي الفترة السابقة تم إنجاز العديد من هذه المراحل من خلال دعم المستشفى بعدد من الموارد الطبية المتمكنة والمدربة، وتقديم خدمات طبية نوعية لم يسبق تقديمها في مستشفى المخواة وعمليات جراحية متقدمة كجراحة المناظير والعظام وغيرها، والقادم أفضل بعون الله وفضله.

– أطلقتم قافلة صحية تطوعية الأسابيع الماضية وكانت أولى جولاتها بمحافظة الحجرة نتج عنها استحداث عدد من العيادات بمستشفى الحجرة ما فكرة هذه القافلة؟ وأبرز أهدافها؟
نشأت الفكرة من رغبة جامحة ومشتركة لدى جميع العاملين بصحة الباحة من إطلاق أعمال تطوعية نوعية تقدم خدمات متميزة لأهالي هذه المنطقة الغالية، تستهدف جميع المحافظات، وكانت البداية من محافظة الحجرة بتقديم قافلة صحية تطوعية استشارية، شارك بها أكثر من خمسة عشر استشاريًا، وما يفوق خمسون ممارسًا صحيًا في مجالات مختلفة، والهدف تقديم الخدمات المتخصصة والدقيقة لأهالي المحافظة دون عناء السفر، والتحويل وكذلك الخدمات التوعوية والوقائية، واكتشاف بعض الحالات غير المشخصة مسبقًا، وعمل خطة علاجية لها؛ بالإضافة إلى نقل الخبرات للكادر الصحي المتواجد هناك وعلى صعيد أعلى تلمس الاحتياج الفعلي والعاجل لدى السكان، ووضع الحلول العاجلة والفعالة كما تم من خلال تفعيل عيادات تخصصية في عدة مجالات في مستشفى الحجرة بعد القافلة الاستشارية الأولى، والتي ستواصل زياراتها في عدة مراكز ومحافظات بالمنطقة مستقبلًا.

– ماذا عن مبنى مستشفى الحجرة الذي ينتظره أهالي تلك المحافظة بفارغ الصبر رغم وجود بعض العيادات المستحدثة؟
مستشفى الحجرة من المشاريع الهامة والاستراتيجية، والتي تحظى باهتمام ومتابعة كبيرة من قبل سمو سيدي أمير المنطقة ومن مستهدفاتنا التطويرية البدء بإعادة ترميمه وتطويره هذا العام -بإذن الله- تعالى بعد أن تمت ترسية المشروع على إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال.

– مستشفيات المحافظات تفتقد لعيادات القلب رغم أهميتها متى يتم دعم تلك المستشفيات بهذه العيادات؟
لا يخفى على الجميع بأن لكل مستشفى مجال للخدمة، وبما أن تخصص القلب هو أحد فروع اختصاص الطب الباطني؛ لذلك يتم تقديم هذه الخدمة وغيرها عن طريق أقسام الباطنة في المستشفيات الطرفية، وعند الاحتياج لبعض الخدمات التخصصية يتم التحويل للمستشفيات المرجعية أو مركز القلب.

– مستشفيات المحافظات تفتقد إلى وجود مختبرات لإجراء بعض التحاليل المخبرية دون بعثها لمستشفى الملك فهد بالباحة متى يتم إيجاد هذه الخدمة؟
جميع مستشفيات المنطقة يتواجد بها مختبرات كبيرة، وبها تجهيزات حديثة وعلى أعلى طراز، ولكن يوجد بعض التحاليل المركزية سواءً في المختبر الإقليمي بمنطقة الباحة أو إحدى المستشفيات المرجعية؛ وذلك لضمان موثوقية النتائج، ومنعًا للهدر وكفاءة الإنفاق وجودة الأداء دون عناء على المريض؛ حيث يتم سحب العينة في المستشفى الطرفي وبعثها للمختبر المركزي وإعادة النتيجة خلال فترة وجيزة؛ وذلك لتحاليل محدودة فقط.

– لماذا لا يكون في المحافظات مراكز لطلب الأسنان وتوجيه جميع أطباء الأسنان في المستشفيات والمراكز الصحية للعمل بها بدلًا من النظام الحالي؟
النظام الصحي العالمي يعتمد على ثلاثة مستويات:
نظام الرعاية الأولية؛ الرعاية الثانوية والرعاية المتخصصة؛ لذلك وجود طبيب الأسنان في المركز الصحي هام جدًا ليس للعلاج فقط؛ لأن مفهوم الصحة أعم من ذلك وأشمل حيث يبدأ بالتوعية، والوقاية من الأمراض، التشخيص، العلاج وبعد ذلك المتابعة ومنع المضاعفات قدر المستطاع، ومن ناحية أخرى منعًا للتكدس في موقع واحد يجمع من ينشد نصيحة، ومن يعاني من مرض متقدم.
مراكز طب الأسنان من المراكز المتخصصة التي تقع في المستوى الثالث من النظام الصحي، ويقدم الخدمات للمحتاجين للخدمات التخصصية، ويوجد في المنطقة مركزا أسنان أحدهما في الباحة، والآخر في المخواة، وهي كافية وتقدم خدمات متميزة.

– يُطالب بعض الأهالي؛ وخاصة منهم على أطراف المحافظات بدوام المركز الصحية على مدار الساعة للتخفيف من الذهاب لمستشفيات المحافظات ما مدى تحقيق مطالبهم؟
يوجد في منطقة الباحة أربعة وتسعون مركز رعاية صحية أولية؛ لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية، وجميع مهام الصحة العامة؛ حيث تقدم عددًا من هذه المراكز خدمة الدوام المنتد لمدة ست عشرة ساعة بينما تقدم بعض المراكز الأخرى خدمة الدوام الكامل لمدة أربعة وعشرين ساعة يوميًا.

– متى تستغني مستشفيات صحة الباحة عن التعامل الورقي واستبداله بالعامل الإلكتروني؟
يتوفر النظام الإليكتروني في بعض مستشفيات المنطقة والمراكز الصحية، وتسعى وزارة الصحة من خلال برنامج طموح توفير النظام الطبي الإليكتروني لجميع المستشفيات الحكومية عبر منافسات مطروحة على مراحل متعددة وبإذن الله ستشمل جميع مستشفيات المنطقة المتبقية.

– ماذا عن النقل الإسعافي في صحة الباحة وماهي آلية عمله؟
يتوفر مركز نقل إسعافي في جميع مستشفيات المنطقة كما يوجد مركز للطوارئ والأزمات، وتجمع مركزي للإسناد، ويقوم بالعمل الإشرافي على جميع هذه المراكز.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
أشكر لكم هذه الاستضافة الجميلة مع تمنياتي لكم بموفور الصحة والسلامة، ولجميع أبناء هذه المنطقة الغالية.

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى