الثقافية

صحيفة مكة تزور معرض الرياض الخيري

الرياض- يقال أن الوقت يستمد قيمته من جدواه، فحين تخلق الجدوى؛ يصبح للوقت قيمة تخلده وتصنعه، ولا شيء أجمل من صنع عادة وقتية سامية، والاستمرار عليها لتصبح لحظة ينتظرها الكثير وبشكل تصاعدي وخلاّق، كأنما هي بذرة غرست بحب، فتنامت وسط النوايا الطيبة التي أكسبتها القوة والجمال بشكل تدريجيّ حتى أصبحت شجرة، تثمر وتظل، تعطي أكثر مما تأخذ، وتعلو في السماء نبراسًا وتذكارًا لمن غرس بذرتها وتعاهد غصنها اللين، حتى أفاضت ظلالها على العالمين، لحسن الحظ أن هناك الكثير من الأشجار المظلة في مجتمعنا المبهر، وقد أسهم هذا التنوع المثري في تنامي العديد من المبادرات ليصبح فضاء الإبداع كخميلة من خضرة ونقاء مترامِ الأطراف، وحديثي هذا المساء سيكون عن غيمة من سحب، ووردة من بستان، وهي مبادرة من إحدى مبادرات العطاء، من نادي الرياض الأدبي، حيث يقام في كل شهر رمضان معرضٌ للكتاب الخيري، عرسٌ ثقافي يجتمع فيه الكاتب بالكتاب، ويلتقي في ثناياه القراء من شتى المجالات التي يجمع بينها رباط الثقافة والفنون، في جوّ من الانسجام والتسامي، وفي مقر النادي الأدبي بالرياض في حي الملز، هذا الحي الذي تسكن طرقاته أروقة التاريخ التي لا يزال حيّا، كأنما هو مزرعة توارث أبناءها على العناية بها، فبقيت منذ تأسيسها لا يزيدها عبور الأيام إلا سموا وتألقًا وتوجها..

رغم ما تفرضه ليالي الشهر الفضيل من عادات وتغير من خطط، كان لزاما عليّ تلبية دعوة كريمة لزيارة المعرض الخيري الخامس عشر بمقر النادي، هناك حيث أخذتني خطاي من المدخل الذي وجدت فيها جمعية رحماء الخيرية، حيث خصصت عوائد معرض هذا العام لتكون معينًا لهذه الجمعية على القيام بواجبها تجاه المجتمع الذي نحبه ونسعى لخدمته، وهي بادرة تعد أنموذجًا في الشراكة المجتمعية التي ليست بعيدة عن الدور الريادي المستمر والخلاق الذي يقدمه نادي الرياض الأدبي، حيث يجد الزائر لهذا الصرح بانتظام أن لا شيء يتغير سوى أن الأسماء تعبر وتتجدد، كما تتجدد الخلية في الكيان الواحد الذي يخدم رسالة واضحة وسامية، التقيت بمنظم الفعالية ومديرها: الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم الجاسر، شاعر وأديب وعضو لمجلس إدارة النادي، وكذلك شرفت بلقاء مدير النادي الأدبي وهو الدكتور الفاضل البسّام والملهم: صالح المحمود، ودارت الأحاديث الثرية بالإيجابية والدعم والتحفيز، والتي كانت تستحق كل عناء سبقها وإن كنت بعد تلك الزيارة أشعر ألا شيء يساوي التواجد في بيئة محفزة وملهمة كتلك الفعالية الرائعة.

لذلك أدعو إخواني وأصدقائي لتجربة مشابهة خلال أيام المعرض الذي يستمر حتى تاريخ ١٩ رمضان ١٤٤٣هـ، مع خالص شكري وتقديري الغامر والذي لا يفيه الوصف والتعبير لكل من كان ويكون سببًا لإثراء المعرفة ونشر الثقافة وتجسيد الدور المجتمعي للنوادي الأدبية في مملكتنا الحبيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى