المقالات

متحف الفيان في زهران

من متحف ناصر الفيان بمحافظة القرى بالباحة وبالتحديد من بلدة الأطاولة استقبلنا أبو عبد الرحمن وأبناؤه وشقيقه الدكتور مطر الفيّان بتراحيب المنطقة مرحبا هيل عداد السيل الذي استضاف هذه المسامرة بالتعاون مع لجنة التنمية بالأطاولة وكانت المسامرة الأجمل هذا الأسبوع في لقاء جمع الدكتور معجب بن سعيد الزهراني مدير المعهد العربي في باريس وأكثر من خمسين شخصا من النخب في المنطقة بين أكاديميين وإعلاميين ومثقفين كان بينهم البروفيسور صالح غرم الله الزهراني في حين تولى تقديم الدكتور معجب الإعلامي المعروف الأستاذ بخيت طالع الزهراني بطريقته الخاصةذات النكهة الاعلامية المميزة حيث استعرض الدكتور الزهراني أمام الحضور صورا ومقاربات حول موضوع هام ربما غير مسبوق كان بعنوان ” القرية وتمثيلاتها ” منطلقا من مشروع التنمية الاجتماعية بالأطاولة ” القرية التراثية ” الذي أقيم في وسط القرية بجوار سوقهم القديم الذي كان يقام كل أربعاء إلى جانب أسواق المنطقة على مدار باقي أيام الأسبوع قبل أن تغزو الأسواق الحديثة قرى منطقة الباحة وحولتها إلى أشبه بأحياء بلا فواصل بعد أن تداخل العمران وتحولت المنطقة إلى مدينة كبيرة تصل مساحتها إلى ما يزيد عن 800كم2 في كل الاتجاهات تتخللها السهول والأودية والهضاب والجبال لتشكل منها لوحة جميلة المنظر متباينة التضاريس والمناخ شبه موحدة في التقاليد والعادات .

متحف الفيّان يضم مئات القطع الأثرية تحت سقف واحد جمع فيه أنواع كثيرة من الأسلحة القديمة تشمل البنادق والسيوف والجنابي وغيرها كما يشتمل المتحف على الملبوسات القديمة للرجال والنساء وحتى الأطفال والحلي التي كانت تصنع من الفضة داخل المنطقة إلى جانب الأدوات المنزلية والمكاييل وأدوات الزراعة والمخطوطات والمصاحف والصناعات التقليدية وقل ما شئت من المقتنيات التي لا يمكن حصرها وهي تمثل حقبة من الزمن يصل عمر بعضها لأكثر من مائة عام وبعضها نادرة والتي جمعها في بيت يمثل الطراز المعماري القديم وبعض البيئات القروية التي نقلها إلى واجهة المتحف المتربع على قمة جبل غرب الأطاولة في مطل ساحر يكشف جمال المكان وعبق التاريخ وكرم الإنسان .

نعود لمسامرة الدكتور معجب فقد ارتجل محاضرته بأن استحضر من خلالها تمثيلات القرية من خلال القرية الأثرية بالأطاولة والتي استذكر فيها أيام صباه وهو يدرس في المرحلة المتوسطة الوحيدة البعيدة حينها عن قريته مسقط رأسه وادي الصدر التي تشتهر اليوم بسدّها المائي وبعض المزارع المنتجة لأصناف الفواكه واستعرض بعض ما واجهه من المتاعب لإكمال تلك المرحلة وكيف صدمته هذه القرية بتقدمها أنذاك معتبرا إياها حاضرة هذا الجزء من زهران لعدد كبير من القرى المتناثرة حولها إذ كان السبب في ذلك وجود السوق الأسبوعي الذي كان مجمع للبيع والشراء لكثير من البضائع المحلية والواردة من الطائف إلى جانب بيع الماشية وبعض الصناعات التقليدية المحلية وأكد الزهراني بأن الناس كانوا يعملون في القرية جميعا الرجال والنساء على حدّ سواء في البيت والحقل مثنيا على دور المرأة في تربية الأولاد والقيام بكثير من الوظائف التي تفوق وظائف الرجل وأن ما طرأ من تحضر وإقصاء للمرأة كان مخالفا لطبيعة الإنسان وتمنى أن تعود هذه العادات على الأقل لحضور المناسبات الثقافية جنبا إلى جنب مع الرجال وفق العادات والتقاليد التي لا تحرمها المشاركة في ظل المحافظة التي كانت تعيشها القرية ولم تغيرها التطورات الجديدة .

المسامرة أيضا شهدت عدد من المداخلات والأشعار التي مجدت صاحب المتحف نظير ما قدم من خدمة للسياحة وللمنطقة من خلال هذا المتحف وما يضم من قطع أثرية ثم تم تكريم الدكتور معجب وتناول الجميع طعام العشاء في باحة المتحف .

انعطاف قلم :

أكد الدكتور معجب الزهراني على ضرورة وجود متحف إقليمي يخدم المنطقة بوجه عام يجمع تراثها العريق تحت سقف واحد ولم يمانع في وجود متاحف في كل محافظة وحتى في كل قرية مستشهدا بما شاهده في فرنسا واعتبرها ظاهرة جميلة وشكر كل من أقام متحفا خاصا في المنطقة على حسابه الخاص ودعى السياح والأهالي لزيارة هذه المتاحف وتعريف الناشئة بكنوزها للربط بين الحاضر والماضي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى