المقالات

الأجداد وصناعة الأمجاد

للمجد رجال لا يُعرف إلا بهم، ولا يُصنع إلا بسواعدهم الراغبة في اعتلاء القمم، لذلك يُعرف المجد بمعرفة صُناعه، ويستدل على آثاره بعطاء أهله العظماء، ويعد قادة هذا البلد المعطاء من القلائل الذين صنعوا المجد الحقيقي، وحققوا فيه مكاسب كبيرة لم يسبقهم إليها أحد خلال القرون الثلاثة الماضية؛ حيث أثبتوا وجودهم وحققوا طموحهم، وبنوا السعودية العُظمى على أسس ثابتة من الأمن والاستقرار، وانتصروا على الكثير من التحديات والعقبات في سبيل إرساء وطن مشرق ومزدهر، ينتشر فيه الدين والعلم والثقافة؛ فسجل التاريخ بطولاتهم بمداد من ذهب في على صحائف من نور؛ حيث كانوا مدركين منذ العهد القديم أن صناعة المجد هي الماضي والحاضر، والمستقبل المجيد.

وإذا ما نظرنا إلى تأسيس الدولة السعودية؛ فإننا سندرك أنها مرت بالعديد من المراحل والحُقب التاريخية الهامة منذ تأسيس أول دولة سعودية قبل ثلاثة قرون، في الثاني والعشرين من فبراير من عام ١٧٢٧م/١٣٣٩هـ؛ حيث شهدت تلك الحقبة تولي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مقاليد الحكم في الدرعية وتأسيس الدولة السعودية الأولى بعد أن عانت الجزيرة العربية آنذاك من مشاكل متعددة طالت النواحي السياسية والاجتماعية، ثم جاء بعده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، الذي واصل جهود من قبله حتى كان مسك الختام بمرحلة التوحيد المرحلة الأهم في تاريخ السعودية العُظمى؛ حيث سجّل لنا التاريخ مشاهد خالدة، وخطّ لنا بمداد المجد ملاحم بطولية تليدة كان صانعها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.

ومن هذا المنطلق وتنفيذًا للأمر الملكي الكريم الذي صدر عن قائد هذه البلاد وراعي مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – فإن الاحتفاء بيوم التأسيس من قبل أبناء المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا فيه دلالة واضحة على تذكر البدايات الأولى لتأسيس دولتهم على يد الإمام محمد بن سعود منذ ما يقارب ثلاثة قرون، والتي أرست بدورها دعائم الأمن والوحدة والاستقرار في المنطقة، فخلال عقود قليلة، حوَّلت المملكة نفسها إلى دولة حديثة متطورة ولاعب رئيسي على المسرح الدولي. تجسد اليوم الديناميكية المستمرة لشعب وقيادة المملكة، وما رؤية ٢٠٣٠ إلا أحد برامج التحول الوطني الشاهدة على تطور المملكة العربية السعودية، والتي جعلتها تصبح أحد الدول العظيمة في ظل قيادات حكيمة، تعاقبت عليها جيل بعد جيل.

ومسك الختام فإن يوم التأسيس يعد ذكرى وطنية لأهداف عظيمة يستحضر من خلالها الأحفاد مجهودات الآباء والأجداد وإظهار الامتنان والاعتزاز بما قدموه لهذا الوطن من تضحيات، واعترافًا بالبطولات التي سطروها لهذا الكيان العظيم، من أجل غرس المبادئ الوطنية في الأجيال القادمة، وتعريفهم بما قدمه أجدادهم الأفذاذ لأجلهم، ولأجل أن يعيشوا في وطنهم آمنين مستقرين. فمنذ ذلك اليوم وهذه البلاد المباركة تتفيأ بفضل الله -عز وجل- ظلال هذه الوحدة التي كتب الله فيها لهذه الأرض الطيبة المترامية الأطراف الاجتماع والوئام والتعايش بين أطياف المجتمع على ثرى هذه الأرض الطاهرة.

وخزة قلم:
الله اللي عزنا ما لأحد منة
روحنا كتاب الله وقلبنا السنة
وإن طمع فينا العدو ما علي منه
لا ما علي منه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى