المقالات

شريطية الأغنام والأسعار الفلكية

السوق الأكثر أهمية للمجتمع السعودي، والذي من خلاله يتحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من اللحوم، هو سوق المواشي، ولكن للأسف هذا السوق تسيطر عليه العمالة الأجنبية بالمطلق؛ ولذلك نجد أن الأسعار في ذلك السوق قد ارتفعت بشكل فلكي، وخصوصًا سعر الأغنام، والأمر يزداد سوءًا في أوقات المواسم التي يكثر فيها استهلاك لحوم الأغنام، بدءًا بموسم رمضان ومرورًا بموسم الأضاحي ووصولًا إلى موسم إجازة الصيف، هذه المواسم الثلاثة تستغلها العمالة بشكل بشع ومجحف بحق المجتمع السعودي، فيتم رفع الأسعار بالاتفاق بينهم، والمجتمع هو الضحية ..
وإذا تجاوزنا موسم رمضان وموسم إجازة الصيف، وركزنا على الموسم الحالي، وهو موسم الأضاحي الذي بدأت ملامحه من الآن، لرأينا العجب العجاب من شريطية الأغنام في تكالبهم عن الإعلان والتسويق لسعر الذبائح بأسعار غير مسبوقة، وكلما اقترب موعد الأضاحي زاد السعر، وحسب المعطيات الحالية في الأسعار، فإن المتوقع لسعر الأضاحي هذا العام سيصل إلى ثلاثة آلاف ريال أو أكثر لخروف الأضحية !!!
هل هذا معقول يا وزارة البيئة والمياه والزراعة ؟؟
لقد استفحلت حالة السعار التي تتلبس تجار الأغنام من العمالة الأجنبية المسيطرة على السوق في غياب الرقابة، ثم إن الجميع دون استثناء يبيع بالنقد ولا يتعامل بالشبكة، وبالتالي فإن ذلك مدعاة للتلاعب بالأسعار، والتهرب من الضريبة في آن واحد ..
وإذا ناقشت أحدهم عن غلاء السعر، لأنبرى لك بالتقوى والزهد والفتوى والموعظة، وذلك بالتلبس بلباس الدين من خلال وعظه المباشر للمشتري، فيقول له بكل ثقة: (لا تسأل عن السعر ولا تكاسر ولا تستخسر قيمة الأضحية، فهذه أضحيتك ولا يجوز أن تتحدث عنها بتأفف، لأنه لو جاءك ضيف لاشتريت ذبيحته حتى لو بلغت بأعلى الأسعار، دون أن تظهر أي تذمر، ولهذا فأضحيتك أولى وأوجب من إكرام ضيفك)) هل هناك متاجرة بالدين أكثر مما كتبته بين الأقواس ؟؟!!
أكرر الرجاء والمناشدة للمعنيين في وزارة البيئة والمياه والزراعة، بسرعة التدخل لإيقاف هذا التلاعب في سوق الأغنام بسبب اختلاق أزمات وهمية من قبل العمالة الأجنبية المسيطرة على السوق، بينما الأغنام ولله الحمد متوفرة في السوق السعودي، وليس هناك نقص في المعروض، وخصوصًا بعد أن تم رفع الحظر المؤقت عن استيراد الأغنام من الأردن؛ بالإضافة إلى ما يتم استيراده من السودان بشكل روتيني ومستمر، أرجو أن يتم التدخل من قبل الوزارة لتحديد الأسعار المقبولة، لكي لا يحجم معظم أفراد المجتمع عن شراء أضحية هذا العام بسبب هذا الجشع الذي تمارسه العمالة الأجنبية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يعني بالله عليك هي وقفت ع الاغنام بس كل شي في بلدي غاليه جدا جدا شوف الدجاجه في المطاعم بكم صارت والشرهه مو عليهم لاحسيب ولارقيب وكلن على كيفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى