المقالات

‏‏ “الطائف” أيقونة المدن وقيثارة الحضارة

“الطائف” المأنوس عاصمة المصائف العربية ينتشي ويبتهج المقيم والسائح بهطول الغيث؛ لأنهم أدمنوا على عشقه؛ فهو بهي بهم يطل ويهطل دائمًا.
فنهيم به ويضطرم في الفؤاد لهيب الشوق، وتطرب النفس ويرقص البدن على إيقاع قطراته، ونحتفي بأنواعه بداية من الغيث إلى الهتان؛ مرورًا بالوبل والعارض والقطر، والرهام والسح والعارض، والوسم والودق والرذاذ والديمة.
والغيوم ما تزال تسح ما تسح من أهدابها على تضاريس جسدها الجو روعة والهوى ممتلئ شوقًا
ما ألذ الحياة بها؛ فهي مثل قلب عاشق المكتنز دفئًا ونورًا ونشوة وسحرًا وفتنة.
نرتشف من كوثر مفاتنها رضاب سحائبها الممطرة، ونستمتع بين أهداب جلالها وأحداق حدائقها، نهيم بعاشقة الورود معانقة الغيم ومحتضنته يتثاءب المساء بأجوائها المنتشية بربيعها المكتنزة بصدرها اعتدال الهوى، تعزف بقيثارتها ملحمة الحضارة عميقة بتاريخها رقيقة بأجوائها تشتاق العين لمصيف الفن والتراث العريق والتاريخ العميق.

يستحق أن يكون “الطائف” أيقونة المدن الحضارية. وذلك بإعطاء فرصًا استثنائية للبرامج والمشاريع الخاصة بالاستثمار السياحي، وعودة الشعاع الكرنفالي “سوق عكاظ” الذي يعد سوقًا اقتصاديًا ومعلمًا ثقافيًا ومهرجانًا أدبيًا تمتزج فيه التجارة ببريق الإبداع الشعري ومسرحًا ينتج معالم للأدب والشعر والحكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com