عام

(خايف ليش؟-2)

الخوف نوعان خوف محمود وخوف مذموم، وحديثنا مازال عن الخوف المذموم.

سمعتم عن الخوف الأسري المذموم، وهو الخوف الموروث والمكتسب في الأسرة عندما ينقله الوالدان إلى الأبناء من خلال الكلمات والأفعال المشبعة بالخوف والقلق والتوتر، وعدم الثقة والركون إلى السكون الانعزالي الانهزامي.

في الجلسات الأسرية والطلعات العائلية والحوارات الجانبية.. كم كبير من رسائل التشاؤم تصل إلى الأبناء من والديهم وتدعوهم إلى الرضا بالدون والبُعد عن صداع التحديات وألم صناعة الإنجازات ولذة طعم النجاحات، ويهولون من الأمور الجارية والأحداث المجهولة القادمة، ويفزّعون من مستقبل أسود قاتم كاتم قادم، والأبناء أغلبهم يصدقّون ويتأثرون ويقتنعون وما يدرون أنهم أغلقوا على أنفسهم أبواب كثيرة وفرص كبيرة تنتظرهم؛ لتنقلهم إلى عوالم التميز والإبداع والإيجابية والسعادة.
أرجوكم أيها الوالدان إن كنتم مدمني الخوف المذموم فنصيحتي لكم تعالجوا ولا عيب في ذلك حتى لا تهلكوا في صحتكم وتضيع سعادتكم، وكذلك حتى لا تصدروه لأقرب الناس إليكم فتكون الخسارة جماعية.

ذكر الكاتب “آرثر بروكس” في تقريره على موقع “ذا أتلانتيك” إنه إذا كان أحد الوالدين لديه خوف كبير في الحياة، فالأرجح أن يحدث هذا لأطفاله، لأنهم يقضون ما يُعادل 37 ساعة في الأسبوع من القلق على أطفالهم.
يُضيف الكاتب “بروكس” أن هنالك دراسات وأبحاثًا نفسية نشرها “ذا جورنال أوف بوستيف سايكولوجي في عام 2021 عن الأخصائييَن النفسيين جيريمي دي دبليو كليفتون وبيتر ميندل، أظهرت أن 53% من الأهالي يفضلون قول مصطلح “العالم خطير” لأبنائهم بقصد تحذيرهم ليكونوا أكثر يقظة ووعيًا، وبأنهم سيكونون آمنين بهذه الطريقة، لكن في الحقيقة هم غير مدركين بأن هذا الأمر خطير ومضر بصحتهم وسعادتهم ونجاحهم”.
أظهر كليفتون وميندل أن الأشخاص الذين اعتادوا على تكرار سماع جملة “العالم خطير” هم أقل صحة، وغالبًا ما يكونون معرضين للتعاسة وللاكتئاب، وأقل رضا عن حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com