المقالاتعام

رؤية ولي العهد.. تُترجم إلى راحة الحجيج

منذ اللحظة الأولى لانطلاق رؤية المملكة 2030، كانت خدمة الحاج والمعتمر في قلب أهدافها، وجاءت توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – لتجعل من منظومة الحج أنموذجًا عالميًا للتنظيم والتقنية والتمكين البشري.
لقد شهدنا هذا العام، في حج 1446هـ، موسمًا استثنائيًا في مستوى الراحة والتنظيم والهدوء والانسيابية، بعيدًا عن الفوضى والعشوائية، وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا الدعم المباشر والمتابعة الدقيقة من سمو ولي العهد، الذي وقف بنفسه في مشعر منى يتابع كل المستجدات ميدانيًا، ويتفقد سير الخدمات في المشاعر المقدسة، ليطمئن على سلامة الحجاج وراحتهم، في صورة قيادية تجسّد المعنى الحقيقي للمسؤولية.
وقد عبّر سموه عن ذلك بوضوح في كلمته الخالدة خلال استقباله المهنئين بعيد الأضحى المبارك في منى، حين قال:
“إنّ ما شهدناه اليوم من نجاح متواصل في خدمة ضيوف الرحمن، يأتي نتيجة لجهود دولتنا المباركة، في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها. وسوف نواصل ـ بحول الله وقوته ـ بذل جميع الجهود، لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن.”
كلمةٌ تختصر التوجه، وتوجّه البوصلة نحو مستقبلٍ يتجدد فيه النجاح كل عام، مع تمكين جميع العاملين في منظومة الحج من أداء أدوارهم بأعلى درجات الكفاءة، عبر توفير كل الممكنات والدعم والموارد البشرية والتقنية.
ولا يمكن الحديث عن هذا التحول النوعي دون الإشارة إلى الدور المحوري لسموه في تفعيل التقنية والذكاء الاصطناعي ضمن إدارة الحشود والخدمات، من خلال مبادرات متعددة، في مقدمتها برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد أهم برامج الرؤية، الذي يعمل على تحسين تجربة الحاج والمعتمر من لحظة الوصول حتى المغادرة، لتحقيق تجربة لا تنسى  «من الفكرة إلى الذكرى».
لقد أصبحت خدمة الحاج في عهد سموه مشروع دولة بكل ما تعنيه الكلمة، تشترك فيه الوزارات والقطاعات الأمنية والصحية والتقنية، ويتكامل فيه الذكاء الاصطناعي مع العمل البشري في تناغم دقيق، يُحقق السكينة والتنظيم والكرامة لكل من قصد بيت الله الحرام.
كما لم ينس سموه في كلمته الإشادة بأبطال الميدان، حين قال:
“ونشيد بما تبذلونه والعاملون في مختلف قطاعات الدولة، والمتطوعون رجالًا ونساءً، من جهود متواصلة في تنفيذ سياسة الدولة، لتمكين الحجاج من إتمام مناسكهم في أمن وسكينة.”
إنّ كلمات سموه لا تُقال في المناسبات فقط، بل تُترجم على الأرض إستراتيجياتٍ ومبادرات، ومشاريع بنية تحتية، وقرارات تنظيمية، ودعمًا بلا حدود.
وفي كل عام، تثبت المملكة أن الحج في عهد الملك سلمان وسمو ولي عهده ليس مجرد موسم، بل منظومة وطنية متكاملة، ورؤية تُدار بفكر، وتُنفذ بإيمان، وتُثمر براحة ضيوف الرحمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى