عام

كابتشينو على قارعة الطريق (5)

لأول مرة أشاهد المنتخب السعودي في حالة غير اعتيادية تبتعد عن الواقع الذي يلعب به منذ عقود طويلة فلا توجد روح للمنتخب، ولم يكن هناك إعداد متكامل قبل خوض المباريات التجريبية؛ خصوصًا مع المنتخبات الكبيرة، وقد تكون الأخطاء فنية بالدرجة الأولى؛ فمن المفترض بحكم خبرتي كحارس مرمى سابق أن تكون البداية بشكل تدريجي مع منتخبات أقل مستوى حتى يتمكن المنتخب من الانسجام أولًا وانتقاء التشكيلة الأساسية فيما بعد؛ فلو كان المعسكر داخليًا بين المدن ذات الأجواء اللطيفة مثل: أبها تلك المدينة الساحرة من مدن السعودية ذات طبيعة مشابهة للمعسكر الخارجي، وأجمل مع مباريات من منتخبات أخرى أيضًا ذات مستوى أقل حتى يرتقي الأداء الفني داخل صفوف اللاعبين لكان أفضل، ولكن الأهم أن هذه التشكيلة من وجهة نظري على وجه الخصوص بحاجة إلى خطة وسطية ذات كثافة لا تقل عن خمسة لاعبين في منطقة الوسط مع ثلاثة مدافعين متواجدين بشكل مستمر في منطقة نصف الملعب السعودي يعني قبل منتصف دائرة السنتر بخمسة أمتار في أعلى تقدم ممكن مع اثنين هجوم، يُساندهم الأطراف بالوسط في حالة التقدم إذا نريد خطة تُناسب جيلًا لم يكن كما كان الجيل القديم من المنتخب حتى نستطيع التعامل مع منتخبات قوية وذات خبرة، تتفوق بوجود لاعبين منسجمين ومحترفين في أندية عالمية؛ لأن هذه الخطة تخفف من الجهد اللياقي وكذلك تحقق نسبة انسجام أكبر خصوصًا في المرحلة الأولى مع الأخذ بالاعتبار أن البعض وليس الكل يُخالف التعليمات، وبحاجة للتمرين على تنفيذ الخطة قبل كل مباراة فما حدث في أول انطلاقة كانت تجربة نسبة الفشل فيها مرتفعة تحتاج إلى إعادة نظر بشكل يُلائم منتخبًا غير متجانس مع مدرب مازال يبحث عن ما يريد وليس كما نريد؛ فالقادم أجمل -بإذن الله- وتوفيقه إذا اتخذت الأسباب بشكل يُلائم الوضع الراهن مع تركيبة على مزاج المدرب فلم يتبقَ إلا قليلًا من الكابتشينو الرياضي مع سؤال لماذا لا يُحدد اختيار اللاعبين للمنتخب من غالبية الأندية؛ بحيث لا يتجاوز النادي أكثر من أربعة لاعبين على الحد الأعلى؛ حتى نحقق منتخبًا سعوديًا فريدًا بمذاق أكثر روعة.

غازي العوني

كاتب - مؤلف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى