الباحة – شهد منطقة الباحة أعدادًا متزايدة من السواح والزوّار؛ نظرًا لما تتمتع به جمال الطبيعة والأجواء الساحرة، ويسبق قدومهم استعدادات مكثفة من كافة الجهات المعنية بتقديم الخدمات وتنظيم الفعاليات والمهرجانات..
صحيفة “مكة” الإلكترونية التقت بالدكتور/ علي بن محمد السواط أمين منطقة الباحة رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان صيف الباحة 44 لتسليط الضوء على هذا الجانب، وعلى الخدمات والمشاريع البلدية.
أهلًا وسهلًا بكم سعادة الأمين..
– شهد صيف الباحة استعدادات مبكرة أسفرت عن تنفيذ 3000 فعالية..
ماذا لدى الدكتور/ علي عن ربيع الباحة؟
مهرجان ربيع الباحة هو الوجه الآخر لمهرجان صيف الباحة، وكلاهما مشرق وجاذب ضمن رؤية تكاملية لقطاعي السراة وتهامة في منطقة الباحة.
لقد وجّه صاحب السمو الملكي أمير منطقة الباحة رئيس اللجنة التوجيهية العليا للمهرجانات والفعاليات بالمنطقة الأمير الدكتور حسام بن سعود برفع مستوى الجاهزية في محافظات القطاع التهامي، وتنظيم مهرجان شتوي ربيعي نوعي متميز أسوةً بمهرجان صيف المنطقة لهذا العام، وسمو أمير المنطقة يحرص على تقديم فعاليات نوعية ذات جودة عالية، وأن تكون منتشرة جغرافيًا طوال موسم الربيع في محافظات القطاع التهامي الأربع.
– ما هي أبرز الفعاليات النوعية التي تم تنفيذها في صيف الباحة 44؟
مهرجان صيف الباحة 44 الذي انتهى قبل شهر، كان هو الأميز والأجمل والأكبر في السنوات الماضية بشهادة الزوار والإعلاميين والمتابعين وبعض الجهات الاعتبارية، كان هناك عدد كبير من الفعاليات النوعية التي نُظمت لأول مرة في المنطقة، ومنها على سبيل المثال: العروض العالمية وفرق السيرك الأوكرانية وألعاب الخفة التي تُضاهي ما يُقدم في فعاليات المواسم في المدن الكبرى، وكذلك الحفل الترفيهي الكبير الذي أقيم مجانًا على المدرج المفتوح في مراوه بحضور أكثر من خمسة آلاف شخص وتم فيه السحب على جوائز سيارات وجوالات، ومعرض المجوهرات ومعرض العطور ضمن فعاليات الغرفة التجارية الصناعية بالباحة، وفعاليات هيئة التراث التي أقيمت لأول مرة في المنطقة باستخدام تقنيات الإضاءة والضوء التعبيري في قرية الأطاولة التراثية وفي قصر “بن رقوش”، بالإضافة إلى مباريات بطولة الملك سلمان للأندية العربية، والحفلات الغنائية والموسيقية لعدد من الفنانين والفنانات المشاهير، وأيضًا المهرجانات الزراعية مثل: خيرات الباحة وحبوب بلادي ومهرجان الفواكه، والفعاليات الثقافية والأدبية والفولكلورية وفعاليات المتاحف والقرى التراثية. وقد تميّز الصيف الماضي بفعاليات واجهة بلجرشي التي نظمتها شركة إيفنت كنترول وحضرها أعداد كبيرة، وفعاليات مدينة الباحة (منتزه الأمير حسام، ومنتزه رغدان، ودوّار الشفا، وبوليفارد الباحة)، وفعاليات مهرجان سوق الربوع التاريخي بمدينة الأطاولة، وفعاليات منتزه الفراشة الترفيهية بمحافظة المندق، وسباقات الفروسية في محافظة العقيق، وسباق السيارات (صعود الهضبة) بمحافظة بني حسن وفعاليات مزرعة الزيتونة وشلال الحمدة وغيرها.
– ماذا عن فعاليات ربيع الباحة وما هي أبرز الفعاليات التي سيشهدها؟
كما ذكرت سابقًا نحن نركز على الفعاليات النوعية ذات الجودة العالية وعلى الانتشار الجغرافي، وستكون هناك مفاجآت وفعاليات تنظم للمرة الأولى في مهرجان ربيع منطقة الباحة لهذا العام، والذي سيشمل الأربع محافظات: المخواة وقلوة والحجرة وغامد الزناد.
بالإضافة إلى الفعاليات المعتادة مثل: الفعاليات التراثية والفنية والغنائية والثقافية، ومهرجان الموز والكادي في قرية ذي عين، وخيام التسوق، والفعاليات الجبلية والتخييم في جبلي شدا الأعلى وشدا الأسفل.
– شهدت المنطقة في هذا الصيف كثافة من السواح.. كيف تعاملتم معها؟ وكيف ستواجهون الأعداد المتزايدة في السنوات القادمة؟
لا شك أن قدوم أكثر من مليوني زائر ومصطاف إلى منطقة الباحة كما حدث في الصيف الفائت يُمثل تحديًا كبيرًا، ويشكّل في ذات الوقت ضغطًا على خدمات البنية التحتية والمتنزهات والحدائق ومرافق الإيواء، ويتطلب ذلك احترافية عالية في إدارة الحشود وتنظيم الحركة المرورية، وعمل تكاملي بين الجهات الأمنية والمرورية من جهة وبين الجهات الخدمية من جهة أخرى بقيادة مقام الإمارة، وقد تم الاستعداد المبكر لمثل هذه الأمور من خلال مشاريع التوسعة وضخ المزيد من مشاريع البنية التحتية الجاهزة التي تم تشغيلها قبل موسم الصيف، كما تميّز موسم الصيف الفائت في منطقة الباحة بتنفيذ تجربة نوعية هي الإيواء البري الخفيف من خلال المخيمات والقباب (القبب الخفيفة المؤقتة) والكرافانات وباصات الإيواء، والنزل الزراعية التي ساعدت على رفع الطاقة الاستيعابية للسكن في المنطقة خلال موسم الصيف. كما تمكن أهالي المنطقة في الصيف الماضي من تأجير أجزاء من مساكنهم مؤقتًا على المصطافين (غرف أو شقق أو ملاحق) من خلال منصة التطبيق الإلكتروني المعدة لهذا الغرض، وكانت أيضًا تجربة رائدة.
– يعتبر البعض منتزهات الباحة حدائق تقليدية كيف تواكبون الدول المتقدمة؟
هذا الرأي نحترمه، وبالفعل قد بدأنا ضمن مبادرة بهجة (التي أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان لإنشاء 500 حديقة و200 تدخل حضري في مدن المملكة) بدأنا نعمل على إنشاء متنزهات وحدائق تسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات برنامج جودة الحياة، بأفكار تصميمية إبداعية وعناصر جديدة ومواد بناء محلية تعكس الهوية الثقافية، ويمكن ملاحظة ذلك في مشروع (حديقة بهجة) في وسط منتزه رغدان، ومشروع (ممشى السعادة) في وسط مدينة الباحة. كما لا يخفى عليكم أن مشاريع المتنزهات الجديدة في المنطقة مثل: منتزه الأمير حسام بالقيم ومنتزه الشروق قد طبقت مفهوم التصميم الأخضر والتنمية المستدامة؛ حيث احترمت الطبوغرافيا الجبلية مع تكثيف زراعة الأشجار المحلية.
– تتميز المنطقة بالعديد من السدود والشلالات التي تستهوي السواح والزوار.. لماذا لا يكون هناك اهتمام بهذه المواقع بإيصال الطرق إليها وتحسين ما حولها من مواقع؟
السدود والشلالات في الأودية والمزارع تدخل ضمن اختصاص زملائنا في وزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني للغطاء النباتي، ومع ذلك لم نقف مكتوفي الأيدي فقد بادرنا قبل سنوات بإنشاء حدائق وساحات ومظلات ومرافق وخدمات بلدية في المواقع البلدية المجاورة للسدود والمطلة عليها، كما قمنا بتقديم خدمات النظافة وتوفير الحاويات في بعض مواقع الشلالات الجارية التي كانت جاذبة للمرتادين في الصيف الماضي، والأمانة لا تستطيع فتح وسفلتة طرق في مواقع مدرجات زراعية ضمن أملاك خاصة أو أودية ومواقع جبلية ضمن اختصاص جهات أخرى.
وإذا كان فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة وكذلك الأهالي سيتنازلون للأمانة عن بعض مواقع الشلالات وما يحيط بها فنحن في الأمانة على أتم الاستعداد لتطوير وتأهيل تلك المواقع الجاذبة.
– البعض من زوار المنطقة يشتكي من ازدحام الطرقات حول الغابات والحدائق والمنتزهات والمدن مطالبين بتوسعتها.. ماذا لديكم عن هذا الجانب؟
توسعة الطرق تُعتبر حلولًا مؤقتة وعندما يتم توسعتها فإنها تعود وتزدحم وتكتظ بالسيارات، لقد قمنا بتوسعة كثير من طرق المنتزهات ووفرنا مواقف سيارات إضافية، وأيضًا وظفنا النقل الترددي بالباصات وسيارات الغولف لنقل المرتادين من المواقف الخارجية إلى داخل المنتزهات، والأهم من ذلك أننا قمنا بتوزيع ونشر الفعاليات في مواقع متفرقة ومتباعدة؛ وذلك لتفادي حدوث الاختناقات المرورية.
– غابة رغدان تشهد ازدحامًا شديدًا من المتنزهين.. لماذا لا يتم نزع ملكية العقارات القريبة منها وتوسعتها وتوسعة الطرق المؤدية إليها؟
منتزه رغدان عبارة عن غابة طبيعية تتجاوز مساحتها 400 ألف متر مربع، وهو من أهم المواقع الجاذبة في المنطقة، وحظي بمشروعات بلدية واستثمارية متعددة. حاليًا نحن نفكر في طرح المنتزه بالكامل للتطوير والاستثمار السياحي والترفيهي، أما نزع الملكية فهو من الحلول التقليدية التي كبدت الخزينة العامة تكاليف باهظة في مراحل تنموية سابقة، وهناك اليوم أساليب أخرى مثل: مشاركة أصحاب المباني المجاورة بحصص في رأس مال المشروع، ونحن ندرس مثل هذه المقترحات المهمة.
– الشارع الرئيسي الحيوي بوسط مدينة الباحة يشهد كثافة سيارات واختناقات.. لماذا لا يتم توسعته بنزع ملكية العقارات المحاذية له؟
طريق الملك عبد العزيز عبارة عن طريق شرياني إقليمي يخترق مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي، ويربطهما مع منطقة عسير جنوبًا ومحافظة الطائف شمالًا، وهذا سبب ازدحامه مروريًا، والحل لهذه المشكلة هو في الطرق البديلة الموازية والرديفة مثل دائري الأمانة هو على وشك الانتهاء، وكذلك الطريق الدائري المنجز منه حاليًا 50%.
– بعض زوار المنطقة يشتكي من الأعمال على الطرقات وقت الصيف مطالبين بتأجيلها إلى ما بعد الصيف تجنبًا للازدحام والاختناقات.. ما مدى تنفيذ هذه المطالب؟
منذ سنوات لم يتم أي عمل سفلتة أو صيانة أو تطوير أو إعادة إنشاء لأي طريق أو موقع حيوي خلال موسم الصيف، حتى طلبات تراخيص الحفريات يتم إيقافها في موسم الصيف مراعاةً لوجود المصطافين باستثناء حفريات الطوارئ لجهات أخرى وهي خارجة عن إرادتنا. أما مشاريع الأمانة؛ فنحن نعمل عليها طوال العام لكي نفتتحها ونشغّلها في بداية موسم الصيف.
– تشهد المنطقة في فصل الصيف غلاءً في إيجار الفنادق والشقق.. لماذا لا يكون هناك أسعار محددة وعقوبات صارمة لكل مخالف؟
هذا الموضوع خارج اختصاص الأمانة، رأيي الشخصي هو أنها مسألة عرض وطلب فكلما زاد العرض توفر السكن وتناقصت الأسعار، وللأمانة فإنني لم ألحظ شخصيًا وجود مبالغة في أسعار تأجير الفنادق والشقق والمنتجعات في المنطقة في موسم الصيف، ومن الطبيعي أن تكون الأسعار في الصيف في ذروتها مقارنةً ببقية العام.
– يوجد بعض المواقع الجميلة والمناظر الخلابة وتشتهر بزراعة البن مثل قرية بران وصدر بير بقلوة لا يوجد طرق للوصول إليها.. ما هو دور الأمانة تجاه هذه المواقع؟
إنشاء الطرق الزراعية والطرق الواقعة خارج النطاق العمراني من اختصاص جهات أخرى، والأمانة وبلديات المنطقة تبادر وتتعاون وتساعد بقدر المستطاع كما حدث في سفلتة قرى شدا الأعلى وشدا الأسفل الواقعة خارج النطاق العمراني.
– تقوم الأمانة بإنشاء حدائق ومنتزهات لتكون متنفسًا للأهالي والزوار إلا أن حديقة مركز الشعراء بقلوة لا زالت متوقفة رغم حاجة الأهالي لها.
متى ترى النور هذه الحديقة؟
قريبًا بإذن الله تعالى.
– ماذا لدى أمانة الباحة من مشاريع جديدة؟ ومشاريع مستقبلية لأهالي وزوار المنطقة؟
لدينا مشاريع مماشي وساحات وميادين في مدن ومحافظات المنطقة، لدينا مشاريع حدائق وتدخلات حضرية ضمن مبادرة بهجة، لدينا مشاريع إنشاء طرق وسفلتة مخططات ومشاريع تصريف سيول، لدينا مشاريع استثمارية كبرى من فنادق ومنتجعات سياحية ومدينة بناء وتعمير والكثير غيرها.
– تعد الباحة من المناطق السياحية إلا أنها تشهد عزوف الكثير من المستثمرين ما هو سبب هذا العزوف؟
منطقة الباحة اليوم وفي ظل رؤية 2030 التي جعلتها ضمن الوجهات السياحية الثماني الرئيسية في مستهدفات الرؤية، أصبحت جاذبة للمستثمرين في ظل دعم القيادة الرشيدة، واهتمام ومتابعة سمو أمير المنطقة (رئيس اللجنة العليا للاستثمار بالمنطقة)، والذي وجه بدراسة مخاطر الاستثمار، وإيجاد الحلول المناسبة وتقديم الحوافز التشجيعية والتسهيلات للمستثمرين، واليوم لدينا شركات معروفة تنشئ مشاريع سياحية كبرى في منطقة الباحة، وبتمويل من صناديق حكومية.
– ماذا عن مشروع جبل الثلج؟
لا أعلم عنه شيئًا ولم يسبق لي التحدث عنه، ولكن ربما أنه كان حلمًا لم يجد من يرعاه ويتبناه؛ فذاب من حرارة أشعة شمس الصيف.
– بماذا يريد الدكتور/ علي السواط أن يختم هذا اللقاء؟
أرفع جزيل الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الأمير الدكتور/ حسام بن سعود على الدعم والتوجيه والثقة التي منحها لنا، وسموه الكريم مدرسة ننهل ونتعلم منها في الأخلاق والقيادة والإدارة والتنمية.
كما أشيد بالعمل الجماعي الخلّاق على المستوى التنفيذي والتنسيقي في المنطقة بقيادة أخي وزميلي سعادة وكيل الإمارة الدكتور/ عبد المنعم بن ياسين الشهري، والذي أثمر عن منجزات متلاحقة تصب في مصلحة المنطقة وسكانها وزوراها.
