المقالات

موائد إفطار صائم!!

لا شك أن تفطير الصائم وإطعامه من الأعمال الصالحة التي حثت عليها الشريعة الإسلامية ورغّبت فيها، ولذلك فإن هذا العمل الصالح هو من المظاهر الحسنة الإسلامية التي تُصاحب شهر رمضان المبارك، وتُسمى (موائد إفطار صائم) وترتكز هذا السنة النبوية على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال (من فطّر صائمًا فله مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء) أو كما قال عليه السلام، ودولتنا – أعزها الله – اهتمت في هذا العمل الخيري، وحافظت على اتباع هذه السنة المباركة من خلال إقامة الموائد الرمضانية لإفطار صائم في الحرمين الشريفين سنويًا، منذ بداية شهر رمضان حتى نهايته؛ وذلك من خلال الجمعيات الخيرية وأهل الخير ممن يُشارك تلك الجمعيات في البذل والعطاء للمساهمة في إفطار المسلمين في الحرمين الشريفين، ولهذا فإن موائد الإفطار التي تُنظمها معظم المساجد في جميع مناطق المملكة ليست إلا اقتداءً وأسوةً بما تفعله دولتنا المباركة في الحرمين الشريفين، من العمل الخيري ذاته ..
أقول هذا الكلام بعد أن اطلعت وقرأت بعضًا من وجهات النظر المعاكسة والمخالفة لهذه السنة النبوية؛ حيث إن البعض لا يؤيد إقامة موائد إفطار صائم لأسباب معينة كما يزعمون، فمنهم من يقول إن العمال الذين يحضرون تلك الموائد بعضهم لا يصلون، والبعض الآخر يقول إن العمال الذين يحضرون جاءوا للسعودية بعقود عمل ولهم مداخيل ضخمة من أعمالهم، والبعض الثالث يقول بأن بعض العمال الذين يحضرون الموائد هم من الهندوس والسيخ والبوذيين، والبعض الرابع يقول بأن أولئك العمال يأكلون القليل من وجبات الموائد ويرمون الباقي في حاويات النفايات، ولهذا فإن تلك الأسباب المذكورة – حسب زعمهم – كافية لأن تلغى جميع موائد الإفطار من مساجدنا ولا داعي لها؛ لأنها هدر وتبذير لأموال السعوديين في غير محلها !!!
تلك هي المبررات غير المنطقية التي استند عليها البعض في رأيه وحجته، وإزاء تلك الآراء (العنصرية) فإنني لا أتفق معها بالمطلق ولي مبرراتي وقناعاتي، فموائد الإفطار ليس لها علاقة بالحالة الاجتماعية للشخص سواءً كان غنيًا أو فقيرًا، والحاضرون لموائد الإفطار من المسلمين، لا يجب أن ندخل في نواياهم ونحكم على بعضهم بأنهم لا يصلون، فالصلاة هي صلة بين العبد وربه وليس لنا إلا الظاهر فقط، وما خفي من العبد فهو لله وحده، ومقولة إن العمال يقذفون بالنعمة في حاويات القمامة فتلك حجة لا تستقيم حتى نرى ونشهد أمام أعيننا، أما نرمي التهم جُزافًا على العمال؛ فتلك شهادة سيُسأل عنها من قالها يوم لا ينفع مال ولا بنون، وحتى لو حضر تلك الموائد نفر من البشر من ديانات أخرى؛ فلنعتبرها من باب الصدقة عليهم والإحسان إليهم ..
وعودًا على بدء، طالما تلك السنة النبوية تقام وتُنظم في ساحات وباحات الحرمين الشريفين، فنعم القدوة التي تقتدي بها بقية مساجد المملكة..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وجهة نظر تحترم لكن صرف مبلغ الافطار في اخراج سجين دين يقضي رمضان والعيد مع عائلته اراه افضل الف مرة من إطعام العمالة . اطعمه بضع حبات من التمر وعبوة ماء صغيره تكفي .. فطور ملكي ..ثم يعود لياكل ما يشاء في مسكنه !! العواطف لا مكان لها هنا والوضع السائد الملاحظ انهم لا يستحقون ما يقدم لهم وانا ضد عمل الموائد في الشوارع والطرقات !! وسبل العمل الصالح في رمضان لا حصر لها .. لو الامر يتم في فلسطين وسوريا ومصر وبنقلاديش والفلبين والمناطق المعدمة التي يقطنها مسلمون لقلت نعم نعم .. لو قدمت لهم حجارة مرشوسة بالمرق لاكلوها ربما من الجوع . هنودنا هنا ماعليهم خلاف !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com