المقالات

الشهرة لا تبرر الفوضى

تأتي إحدى مشهورات التواصل الاجتماعي وتطلب من رجل المرور السماح لها بمخالفة قواعد المرور لأن لديها تغطية حفل هام، ولا يوجد لديها وقت لاتباع تعليمات الوقوف والانتظار. وعندما لم تجد تجاوبًا منه، توعدت بالتشهير به عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الخطوات الأمنية الاستباقية حالت دون ذلك، وتم القبض عليها والتحقيق معها واتخاذ الإجراءات الرادعة لها ولأمثالها.

يأتي آخر ويعلن عن جوائز مليونية لمتابعيه دون موافقة مسبقة من جهات الاختصاص، ويتسبب في الإخلال بالنظام العام، وتعطيل الحركة المرورية، وإحداث نوعٍ من الفوضى والتدافع في المكان، مما يضطر الجهات المختصة للتدخل وتطبيق النظام ومعاقبته على ما بدر منه. ومع ذلك، يعتبر كل ما حدث من محاسبة له نوعًا من أنواع الذكاء في زيادة عدد المشاهدات وجذب المزيد من المتابعين.

ثم يأتي الثالث من دولة مجاورة لقضاء عمل يخصه، ويجد الوقت الكافي لزيارة مسجد رسول الله ﷺ، ويستخسر قضاء لحظات على جواله لحجز موعد لزيارة الروضة الشريفة، ثم يخرج أمام الملأ عبر منصة سناب شات يتذمر من الإجراءات التنظيمية بصفته من المشاهير الذين، في نظره، تكفيهم شهرتهم ولا يحتاجون إلى تلك الإجراءات التنظيمية التي يعتبرها تعقيدات من وجهة نظره القاصرة، وهو يعلم تمامًا أن التعليمات في المملكة العربية السعودية تطبق على الجميع دون تمييز.

لهذا السبب المتمثل في العدل والمساواة والمحاسبة أولًا بأول، واستخدام التقنية الحديثة والتطبيقات المفيدة، خطت المملكة العربية السعودية خطوات واسعة في الخدمات الرقمية، واحتلت المركز الأول إقليميًا والرابع عالميًا في مؤشر الخدمات الرقمية للأمم المتحدة، وقفزت 25 مركزًا في مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية (EGDI) 2024، لتصبح إحدى الدول الرائدة على مستوى العالم، واحتلت المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في المؤشر ذاته.

وقد وصلت السعودية لتلك المراكز المتقدمة عالميًا، ولله الحمد والمنة، لأنه لا مكان فيها للفساد والمفسدين، ولا للمحسوبية والمحسوبين، ولا للعنصرية والمتعصبين، ولا للفوضوية والفوضويين، وجميع من على أرضها لهم حقوق وعليهم واجبات، وكلهم سواسية أمام النظام.

لذلك، حريٌّ بمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الالتزام بالتعليمات، وتبني دور القدوة الحسنة، والابتعاد عن الغرور والغطرسة، وتمثيل أوطانهم وشعوبهم خير تمثيل، وإلا سيقعون تحت طائلة العقاب.

• كاتب رأي ومستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى