المقالات

الهياط الفاخر: بين التضخيم الإعلامي والواقع الحقيقي

تشهد المملكة العربية السعودية اليوم نهضة تاريخية شاملة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء. في ظل هذه المرحلة الذهبية، تظهر بين الحين والآخر ظاهرة تُعرف بـ”الهياط الفاخر”، حيث يتسابق بعض الأفراد إلى لفت الأنظار بمظاهر استعراضية مبالغ فيها. وبينما تتضخم هذه الظاهرة إعلامياً، يتساءل البعض عن تأثيرها الحقيقي على صورة المجتمع السعودي.

على الرغم من أن من يمارسون “الهياط الفاخر” يُعدون قلة، إلا أن تركيز الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على هؤلاء يضخم الظاهرة ويُبرزها كواقع شائع. لكن الحقيقة تختلف؛ فالمجتمع السعودي، في غالبيته، يعمل بجد واجتهاد لتحقيق النهضة، بينما يغيب هؤلاء المساهمون الحقيقيون عن الأضواء.

للإعلام دور كبير في تشكيل الصورة العامة للمجتمع. ومع ذلك، بعض وسائل الإعلام تساهم، عن غير قصد، في تضخيم ظواهر سطحية مثل “الهياط الفاخر”، مما يُشوه الإنجازات الحقيقية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات. لذلك، يصبح من الضروري أن يتحمل الإعلام مسؤوليته الوطنية عبر التركيز على القيم الإيجابية والإنجازات الكبرى التي تحققها المملكة، بما يتماشى مع رؤية 2030.

للحد من هذه الظاهرة، يمكن النظر في

1. تعزيز المحتوى الإيجابي: تقديم قصص ملهمة ومبادرات وطنية في وسائل الإعلام.

2. ضوابط الاستعراض المالي: منع الاستعراض غير المبرر للثروة الذي قد يثير تساؤلات مجتمعية.

3. إبراز الإنجازات الحقيقية: تطوير برامج تسلط الضوء على المشاريع الوطنية الكبرى والمساهمات الفعالة للمواطنين.

المجتمع السعودي غني بالنماذج المشرفة التي تعمل بهدوء لرفع راية الوطن. شباب وشابات الوطن يشاركون في تطوير الاقتصاد، البحث العلمي، والابتكار. هؤلاء الأفراد يمثلون القيم الحقيقية للمجتمع، القائمة على العمل الجاد والطموح، بعيداً عن المظاهر السطحية.

ما يعيشه السعوديون اليوم هو عصر الإنجازات الحقيقية تحت قيادة حكيمة. المشاريع الكبرى، مثل مدينة نيوم ومبادرات الطاقة المتجددة، ليست مجرد أرقام، بل هي انعكاس لرؤية عظيمة تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة. هذه الإنجازات تحتاج إلى إعلام مسؤول ليبرزها بصورة تستحقها.

الإعلام ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو شريك استراتيجي في التنمية الوطنية. بتسليط الضوء على النماذج الإيجابية، والإسهامات الوطنية، يمكن للإعلام أن يساهم في بناء صورة تعكس القيم الحقيقية للمملكة وتطلعاتها المستقبلية.

بينما قد تبدو ظاهرة “الهياط الفاخر” بارزة إعلامياً، إلا أن الحقيقة تختلف؛ فالمجتمع السعودي يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق. على الإعلام أن يتحمل مسؤوليته ليصبح منبراً يعكس الواقع الحقيقي للمملكة: مجتمع طموح، قيادة حكيمة، وإنجازات تبهر العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى