
حين يكون البطء ملهماً فلابد أنه متلازم الاستمرار، وبالضرورة يعني عدم الوقوف ولأن “عدم الوقوف” هو التحدي الأضخم استحق أن نعاود فيه التحرير ونرادف التعبير.
المضي قائم على الاستمرار. حتى لو كنت تتقدم ببطء، فإنك تحرز تقدماً طالما أنك لم تتوقف عن السير نحو هدفك.
الفكرة الأساسية هي أن الاستمرارية والصبر هما ما يضمن الوصول إلى النهاية أو النجاح، وليس السرعة، وقليل دائم خير من كثير منقطع وأن تصل متأخراً خير من ألا تصل، والكثير الكثير مما يتماها مع تلك الفكرة ويؤكدها ويبدو أن منطلق العداوة في هذا قد وحّدت وجهتها وصنعت بوصلتها تجاه (الوقوف) فقط، وأزعم أن جريمة الوقوف مما يُتفق عليه ابتداءً.
إذاً نتفق أولاً على مبدأ المواصلة والاستمرار، وأنه الغاية في بلوغ الغاية وهو الهدف في مساق الهدف وننطلق معاً بعد تأكيد ما سبق إلى بعض ما يعد ممكناً وأداة من أدوات الوصول.
نحو كل غاية يمكن توجيه أيادي الاهتمام إلى الطاقة المحركة سواء كانت داخلية أو خارجية لأن الهدف يموت بالتقادم، وينتهي بنهاية الطاقة بطبيعة الحال، وبهذا نعي أن الحفاظ على تلك المحركات تبقيك منطلقاً نحو ما تنشد، وهذا تعليل ضرورة إحاطة نفسك بمن يعرف قدرك ويقيم وزنك،ويؤمن بك وما تطلب، وهذا ما يخص طاقة المحيط، وقل قريباً منه في طاقة الداخل التي نصبت نفسها قيّوم على تلك الغاية وما يوصل إليها، وتحرك الهمة وتبعثها في كل مرة تتعثر، أو توشك على الوقوف.
حدد هدفك بوضوح وتأكد أنه يحمل صفة المحدد وقبوله للقياس وكلما تحققت أي تلك الصفة كلما كان من الأسهل التركيز عليه والتقدم نحوه.
قسم رحلتك إلى مراحل وفتّت المتعاظم إلى جزيئات، ومن ثم إلى خطوات صغيرة، فالأهداف الكبيرة قد تقتلك برعب النظرة الأولى، ولكن مع تفتيتها الى أهداف صغيرة فقد يخدمك هذا ويخدم هدفك.
الخطة الزمنية التقريبية العامة وكذلك زمن الخطوة ومحدداتها مساعدك الأول على الالتزام ليصبح التحقيق أكثر نوالًا وأقرب حظاً، ولكن اتحفظ كثيراً في تقعيد التفاصيل في البداية فهي وإن كانت إلا أنها توحي بشيء من المثالية وتفصيلات تفت في عضد الغاية.
توقع التحدّيات، ليس لأجل مناهضتها، بل من أجل مناورتها والاستعداد لها ومصافحة الخطأ قبل وقوعه لتسهل مواجهته
ختاماً.. تذاكر أنت ونفسك (هدفك) بين الحين والآخر، ولتكن جلسة (تسامر مفتوحة) تناقش فيها الغاية وهل أنت وهي على وفاق أم أن الدروب قد خانتك والأرض قد غاصت بك.