المقالات

القمة الأميركية الروسية في السعودية

الأمن والاستقرار عنصران أساسيان لجودة الحياة، وإذا فقد العنصران تدهورت الأمور بشكل كبير.
والاستقرار الحقيقي هو الذي يجعل العالم يعيش بعيدًا عن النزاعات السياسية التي تنتجها الحروب، والتي تؤدي إلى تدمير الإنسان وما يملكه.
ومن هنا، كان للسلام والدعوة إليه دور كبير في تحقيق الأمن والاستقرار، وهو شعار المصلحين الذين يسعون جاهدين ليلًا ونهارًا ليعيش الجميع تحت سقف المحبة والرحمة.

إن المملكة العربية السعودية، منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، تبذل جهودًا متواصلة في خدمة السلام العالمي، وما من قضية من القضايا العالمية العادلة إلا وللمملكة العربية السعودية دورها البارز في دعمها ماديًا ومعنويًا، وذلك لاتخاذها الكتاب والسنة منهجًا في حياتها، ذلك المنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

وفي تاريخ المملكة، نجد أن أرضها المباركة شهدت قممًا ومؤتمرات عظيمة واتفاقيات دولية كثيرة، كلها في خدمة السلام العالمي.
ففي عام 1401هـ، بدعوة من الملك خالد -رحمه الله-، عُقد في مكة مؤتمر القمة الإسلامية الثالث تحت شعار “دورة فلسطين والقدس الشريف”، وكانت قمة التضامن الإسلامي، إذ اجتمع قادة وملوك ورؤساء الدول الإسلامية.

وفي عهدنا الميمون، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، انعقدت قمم عظيمة، منها إسلامية وعربية ودولية، في أواخر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة عام 1440هـ.

وإذا كنا اليوم نرى أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أصعب المراحل، فإن المملكة العربية السعودية لم ولن تتخلى عنها، وذلك لأنها قضية دينية وإنسانية، فالسعودية عبر قادتها تسعى دومًا لتحقيق السلام، ولا سيما القضية الفلسطينية التي وقفت معها ماديًا ومعنويًا على مدى السنوات الماضية.

وهي المملكة التي نادت على منابر العالم بأن الشعب الفلسطيني له الحق المشروع في الدفاع عن نفسه وشعبه، والسعي لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
والقمم التي استضافتها المملكة العربية السعودية كلها تدور حول إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولا سيما الاتفاقيات التي كانت تحت رعاية المملكة بين الفصائل الفلسطينية للتصالح فيما بينها.

وجاء اليوم لتعلن المملكة العربية السعودية عن استضافتها للقمة التي نادى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للقاء يجمع بينه وبين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرياض.

ومن يتأمل ذلك الإعلان من دونالد ترامب باختيار السعودية لانعقاد القمة فيها، وترحيب السعودية بذلك، يدرك أهمية الدور السعودي في تحريك عملية السلام وإرساء دعائم الاستقرار في العالم، مما يؤكد أن السعودية هي مملكة العدل والسلام.

لقد أثبت الخبير الاستراتيجي، والمحنك السياسي، صاحب الرؤية الثاقبة، والمواقف العظيمة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، أنه أصبح رمزًا مهمًا في تاريخ العالم، كونه يقود مسيرة السلام، والإصلاح، والازدهار، والتنمية الشاملة، التي يشهدها القاصي والداني.

جهود تحققت في وقت قصير جدًا، لتؤكد لنا أن القادم أفضل بكثير.

• إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

نور الدين بن محمد طويل

إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى