المقالات

خطورة اليمين الكاذبة..تحذير نبوي من أكل أموال الناس بالباطل

في زمن تكثر فيه المغريات وتضعف فيه القيم الأخلاقية لدى البعض قد يلجأ بعض الناس إلى استخدام الحلف كوسيلة لخداع الآخرين ظناً منهم أنهم بذلك يحققون مكاسب دنيوية غير مدركين لعظم الإثم الذي يرتكبونه. وقد جاء تحذير النبي صل الله عليه وسلم واضحاً وصارماً في هذا الشأن حيث قال: “من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان”
إن هذا الحديث النبوي الشريف يضع حداً أخلاقياً صارماً تجاه جريمة خطيرة وهي الاستيلاء على أموال الآخرين ظلماً عن طريق اليمين الكاذبة ويكشف عن العواقب الوخيمة التي تنتظر من يتجرأ على مثل هذا الفعل.

اليمين في الأصل شرعت لتأكيد الصدق وإقامة العدل لكنها تصبح أداة ظلم عندما تستخدم زوراً وبهتانا للاعتداء على حقوق الناس. فقد يُقسم شخصٌ بالله زوراً في محكمة أو في تجارة أو في نزاع على ملكية ليأخذ مالاً ليس من حقه أو يمنع إنساناً من حقه الشرعي.

وقد جاء في رواية أخرى للحديث أن النبي صل الله عليه وسلم قال: “من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق فليتبوأ مقعده من النار”. وهذا يدل على أن العقوبة ليست فقط غضب الله في الدنيا بل أيضاً عذاب شديد في الآخرة.

– لأنه ظلم بين: فأكل أموال الناس بالباطل من أعظم صور الظلم والله تعالى يقول: “إِن اللَّه لا يحب الظالمين”.
-لأنه يهدم الثقة بين الناس: عندما يكثر الحلف الكاذب فتنعدم الثقة في المعاملات ويخشى الناس من الوقوع في الغش والخداع.
– لأنه يجر صاحبه إلى الفجور: النبي صل الله عليه وسلم حذر من كثرة الحلف فقال: “إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق”.

• غضب الله في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث.
• ضياع البركة في المال والعمر فالمال الحرام لا يدوم بل يمحق عاجلاً أو آجلاً.
• التعرض للعقوبات الدنيوية مثل الفضيحة بين الناس أو فقدان المصداقية في المعاملات.

كيف نحمي المجتمع من هذه الآفة؟
– تعزيز القيم الدينية من خلال التذكير الدائم بعواقب الكذب واليمين الفاجرة.
– العدل في القضاء والمعاملات وهذا ولله الحمد مكفول بوطننا الحبيب حيث لا يقبل الحلف كدليل وحيد في القضايا الكبرى دون قرائن واضحة.
– تربية النشء على الصدق لأن من شب على الأمانة لن يلجأ إلى الكذب أو أكل أموال الناس بالباطل.

إن حديث النبي صل الله عليه وسلم يضع قاعدة أخلاقية عظيمة يجب أن يتحلى بها كل مسلم وهي أن المال لا يؤخذ إلا بالحق وأن الحلف الكاذب لن يكون سبيلاً إلى المكاسب بل طريقاً إلى الهلاك والعياذ بالله. فلنتق الله في أموالنا وأقوالنا ولنتذكر أن الدنيا زائلة وأن الحق لا يضيع عند الله.

عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس

أ.د. عصام بن إبراهيم أزهر

رئيس وحدة الكائنات المعدية مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى