المقالات

الحرم للعمرة أم للتراويح؟

قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: 26].
وامتثالًا لأمر الله، وعلى نهج الأولين، قامت هذه الدولة المباركة وولاة أمرها – حفظهم الله – بعمارة الحرمين الشريفين والإنفاق عليهما بسخاء يفوق التصور.

وقد بدا لي، وأنا أشاهد المسجد الحرام وحشود القادمين هذه الأيام، وهذا الاحتشاد الهائل للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، أن أطرح هذا السؤال: هل الحرم للعمرة أم للتراويح؟
وللإيضاح، لا بد من تحرير المسألة والإشارة إلى النقاط الآتية:

1- القادمين من مختلف البقاع إنما قدموا لأداء العمرة وأداء الفروض، وليس لصلاة التراويح.
2- صلاة التراويح سنة وليست فرضًا، وكل قادم إلى مكة يستطيع أن يصليها في مساجدها الكثيرة والمنتشرة، لكنه لا يمكنه أداء العمرة إلا في المسجد الحرام.
3- اجتماع هذه الحشود ثلاثين يومًا في بقعة واحدة ولفترة زمنية طويلة لأداء التراويح، يمثل أعباء أمنية وخدمية كبيرة.
4- المساجد في مكة أعدادها تفوق الحصر، وكلها تدخل ضمن نطاق الحرم، والثواب فيها مضاعف. حتى إن الشيخين ابن باز وابن عثيمين (رحمهما الله) كانا يصليان التراويح قريبًا من أماكن سكنهم.
5- أهالي مكة يفضل غالبهم صلاة التراويح في الحرم، مما يسبب ازدحامًا شديدًا.
6- إقامة صلاة التراويح في المسجد الحرام وما تمثله من احتشاد وحشود، تحرم الكثيرين من أداء العمرة والطواف بيسر، رغم الجهود الكبيرة المبذولة للتسهيل.

بناءً على ما سبق، فإنني أرى الآتي:

أ- تخصيص المسجد الحرام لأداء العمرة والطواف وأداء الفريضة، اعتمادًا على الآية الكريمة: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾.
ب- طالما أن صلاة التراويح سنة والطواف فرض، فالأولى أن تُؤدَّى التراويح في مساجد مكة المنتشرة في جميع أنحائها.
ج- الإسراع في إتمام الجامع الذي يُبنى في مدخل مكة على شارع أم القرى، وعلى غراره يمكن بناء جوامع على مداخل مكة من الجهات الأربع، لتخفيف الضغط عن المسجد الحرام.
د- اختيار نخبة من أئمة المسجد الحرام والقراء المتميزين لإمامة المصلين في تلك الجوامع، بحيث تكون بديلًا مناسبًا للمصلين الراغبين في صلاة التراويح خارج المسجد الحرام.

وما أطرحه هنا مجرد رأي يخضع للدراسة والتقييم، وأضعه بين يدي أصحاب الفضيلة والرأي والمشورة، لدراسته من جميع الجوانب، ورفعه إلى ولي الأمر للتوجيه بما يراه مناسبًا.

والله من وراء القصد.

• مدير شرطة العاصمة المقدسة / سابقًا

اللواء م. محمد سعيد الحارثي

مدير شرطة العاصمة المقدسة - سابقًا

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لافض فوك ، طرحك قيم . وفي علمي المحدود لم يسبق طرحه .. ارشحه بقوه للمناقشه ،

  2. إقتراح جدير بالدراسة لأنه يحقق أهداف دينية واجتماعية واقتصادية وأمنية
    إذ أن البيت الحرام وأقصد هنا الكعبة قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم وعندما أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام برفع الكعبة ودعوة الناس للحج إليها جعل الإستطاعة شرطا للحج
    لذا فإن الضرورة تجعل تدخل ولي الأمر لتسهيل وصول المسلمين إليها ومن ذلك سن الأنظمة والتشريعات التي يمكن أن تسهم في التيسير عليهم
    ولا شك أن صلاة التراويح بالحرم تشكل ضغطا مباشرا على حركة الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة نظرا للأعداد الكبيرة جداً التي تصل إلى مكة خلال شهر رمضان المبارك لأداء مناسك العمرة
    لذا فإني أؤيد المقترح عسى أن يكون سبباً في تقديم خدمات بشكل أفضل

  3. جزاك الله خير على هذا الطرح والرئ الجميل واتمنى من الله ان يتبناه اهل العلم والائمه من المشايخ

  4. اقتراح غير موفق. وهل يخصص الحرم للحج والعمرة ولا تقام فيه الصلوات. وأغلب العمار الذين يأتون لأداء العمرة خصوصا في رمضان ليتمتعوا بصلاة التراويح في المسجد الحرام والفوز بدعاء ختم القرآن الكريم في رحاب المسجد الحرام.

  5. راي موفق ولسلامة الجميع من الفيروسات المعديه بسبب الزحام حيث بلغ عدد المحتشدين بالحرم امس نصف مليون .

    وارجوا اضافة اعداد مناسبه من المراقبين الصحيين ( العيون الساهرة ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى