عام

أغاني أم كلثوم… قصص وحكايات

كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، شكّلت ظاهرة فنية استثنائية في صوتها وحضورها على المسرح خلال فترة الخمسينيات إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان خلف كل رائعة من روائعها الغنائية قصة وحكاية.

في هذه السطور، سوف نتعرف على بعض من هذه القصص التي حدثت بين أم كلثوم وكبار الموسيقيين الذين قاموا بتلحين العديد من أغانيها، والتي لا زالت تطربنا إلى يومنا هذا، على الرغم من مرور سنوات طويلة على أدائها.

البداية مع أغنية “حيرت قلبي معاك”، كلمات الشاعر أحمد رامي، الذي كان يعشق أم كلثوم، وأراد أن يعبر عن حبه لها، فكانت كلمة “بدي” في البداية “عايزة”، ولكن أم كلثوم طلبت أن تتغير الكلمة إلى:
“بدي أشكيلك من نار حبي… بدي أحكيلك عن اللي في قلبي”،
معللة ذلك بأن في مسقط رأسها “طماي الزهايرة” بمحافظة الدقهلية، من العيب أن تقول الآنسة المحترمة “عايزة”.

وفي مقابلة مع ابنة الملحن الراحل سيد مكاوي، ذكرت أن أم كلثوم اتصلت هاتفياً بوالدها، وطلبت منه أن يقوم بتلحين أغنيتها الشهيرة “أنساك ده كلام، أنساك يا سلام”، فسألها سيد مكاوي عن أجره في تلحين الأغنية، فردت عليه أم كلثوم قائلة:
“يكفيك فخراً إنك بتلحن لكوكب الشرق أم كلثوم”،
فرد عليها قائلاً:
“صاحب البقالة الذي أشتري منه حاجاتي المنزلية، يأخذ فلوس وليس فخراً”،
فغضبت منه وأغلقت الهاتف، ليكون أول لقاء بينهما لاحقاً في أغنية “يا مسهرني”.

ويُقال إن الملحن محمد الموجي تأخر في تلحين أغنية أم كلثوم “للصبر حدود”، متجاوزاً المدة المحددة في العقد، ما دفع أم كلثوم إلى اللجوء للقضاء ومقاضاة محمد الموجي، الذي امتثل للأمر ووقف أمام المحكمة بالفعل، ليخبر القاضي أنه إن كان هناك متهم يجب أن يُحاكم فهو “الوحي”، وطلب من القاضي أن يحاكم الوحي الذي تأخر، مؤكداً أنه سيقوم بتلحين الأغنية وتقديمها إلى أم كلثوم.

أما كمال الشناوي، فقد ذكر في مقابلة صحفية أن خلافاً مالياً وقع بين أم كلثوم والملحن الشيخ زكريا أحمد، حيث اعترض الأخير على المقابل المادي الذي كان يتقاضاه نظير الأغاني التي يقوم بتلحينها لها.

تسبب ذلك في قطيعة بين الثنائي استمرت لما يقرب من عقد من الزمان، إلا أن الأمور عادت إلى طبيعتها قبل وفاة الشيخ زكريا أحمد بأيام، فعاد التعاون بينهما عام 1960م في أغنية “هو صحيح الهوى غلاب”، التي كتب كلماتها الشاعر بيرم التونسي، وتوفي الشيخ زكريا أحمد بعد ظهور الأغنية بأيام.

وأختم بقصة أغنية “حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه”؛ هذه الجملة ليست من كلمات الأغنية أصلاً، بل كانت رد فراشة السينما المصرية الراحلة سامية جمال على طلب الموسيقار بليغ حمدي بالزواج منها، حيث واجهته بسخرية قائلة:
“حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه؟”
ومن هنا أوحى الموقف للشاعر عبد الوهاب محمد بكتابة أغنية “حب إيه” التي لحنها بليغ حمدي، وكانت سبباً في أن يقدم محمد فوزي بليغ حمدي إلى أم كلثوم

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى