المقالات

جهود السعودية في تحقيق التهدئة بين الهند وباكستان: دبلوماسية حكيمة لوقف التصعيد

تتميز المملكة بحجمها الجغرافي كدولة تقع في شبه قارة، وتمتلك قوة إقليمية ودولية، تمكّنها من التدخل للعب دور مؤثر في قضايا إقليمية ودولية معقدة، وقدرتها على توازن العلاقات الدولية لقدرتها على الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الهند القوة الاقتصادية الصاعدة، وباكستان الحليف الإسلامي التقليدي، لقدرتها البارعة دبلوماسياً، بنهج السياسة السعودية الجديدة بأن تكون لاعباً عالمياً لحل النزاعات عربياً ودولياً، وهذا ساعدها على تعزيز الأمن العربي والدولي، لتوسيع النفوذ الدبلوماسي السعودي كدولة محورية في الوساطة العالمية، وحماية الاستثمارات والعلاقات الاقتصادية لما لها من مصالح اقتصادية كبرى مع الهند، وتربطها علاقات استراتيجية وعسكرية مع باكستان، مما ينعكس إيجابياً على تلك المصالح.

كما أن موقعها القيادي في العالم الإسلامي دون الدخول في صراعات طائفية أو إقليمية يحقق التوازن في العلاقات الإسلامية. ولذا فإن ثقلها الإسلامي جعل لها نفوذاً معنوياً كبيراً لدى الدول الإسلامية، ومنها باكستان ذات الغالبية المسلمة. وعلاقاتها الجيدة مع الطرفين لنفوذها الديني مع باكستان، وقدراتها الاقتصادية مع الهند، ودورها السياسي الإقليمي والدولي منحها نفوذاً دبلوماسياً مكّنها من توظيفه في جهود الوساطة بين الهند وباكستان، بالإضافة إلى حيادها في الصراع بين الدولتين.

والمملكة لها خبرة واسعة في الوساطات العربية والدولية، فهناك الوساطة بين إثيوبيا وإريتريا (2018)، الوساطة في السودان بين طرفي الصراع، المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية، التقارب الإيراني – السعودي (2023)، والوساطة في الأزمة اللبنانية (عدة مرات). وتمكنت المملكة من القيام بدورها لرأب الصدع بين الدول المتصارعة، بما تتميز به من قوة إعلامية عبر مؤسسات إعلامية داخلياً وخارجياً، لانتشارها الإقليمي والدولي، والسيطرة على أجندة الأخبار السياسية، لتحولها الرقمي بتقنياته الحديثة وعبر الذكاء الاصطناعي، ومنصات التواصل الاجتماعي، والتأثير في الرأي العام الرقمي، ورؤية 2030 وحسن استغلال القوة الناعمة.

ولذا نجد أن الجهود السعودية إلى جانب الوساطة الأمريكية قد ساهمت في التوصل إلى وقف إطلاق النار في 10 مايو 2025.

عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى
مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

د. فيصل أحمد الشميري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى