المقالات

المعجزة السعودية تبهر ترامب والعالم

عندما حطت طائرة الرئاسة الأمريكية “إير فورس وان” في مطار الملك خالد في الرياض، كان التاريخ يكتب سطرًا مختلفًا، حول أول زيارة للرئيس دونالد ترامب لأي بلد في ولايته الثانية، صحيح أن شركاء الولايات المتحدة كثر، ففي الغرب (دول حلف الناتو 32 دولة) وفي الشرق اليابان وكوريا الجنوبية أستراليا ….الخ
.
لكن ترامب اختار الرياض، يقول السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، مايكل راتني: “بادرة قوية تنمّ عن الاحترام”.. وأضاف: (إن كثيرين في السعودية يحملون نظرة إيجابية للرئيس ترامب؛ إذ يرون فيه “رجل أعمال صريحاً” – يتحدث عن المصالح والأثمان لا عن القِيَم، ولا يلقي محاضرات عن حقوق الإنسان ولا عن المبادئ التقدميّة).
.
والواقع أن اختيار ترمب لبلادنا له دلالاته الموضوعية، فالسعودية صارت أكبر قوة سياسية واقتصادية في الشرق الأوسط، الذي يعد قلب العالم وملتقى طرقه ومحوره، ومهد حضارة الدنيا، التي بدأت منها، وثمة فرص واعدة أمامنا لاستعادة الإرث، عندما نواصل التفاف السواعد، ونرسم الخطط، ونتنفس المزيد من الحلم والشغف، وهذا ما توفر، أو بالأصح ما صنعه لنا قائدنا الاستثنائي المختلف، سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الذي قال ذات مرة: “لا نريد أن نتأخر، نريد أن نعمل بشكل احترافي وعالٍ جدًا”.
.
وبالفعل فقد حقق وعبر سلسلة قرارات جريئة حزمة من التحولات على كل الصعيد، دفعت بأميرنا الشاب إلى واجهة العالم، وجعلته يقلب التاريخ، وقادت بلادنا للجلوس في مقاعد الصف الأول مع كبار العالم.
.
الرئيس ترامب شخصية ذكية، سياسي محنك ورجل أعمال ناجح، وعندما يتحدث، فهو يروي ما يرى بصراحة، لا شيء يدفعه للمجاملة، فهو في فترة رئاسته الأخيرة أولًا، وثانيًا فهو يرأس أكبر بلد في العالم، فـ لِمَ يجامل؟ ..
.
ولذلك فكل ما رآه عن وحول بلادنا قاله هنا في الرياض، في شهادة أمام العالم لا تقبل المواربة، قال: “هناك تحول كبير ورائع في المنطقة بقيادة الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان” .. وقال: ” إن مستقبل الشرق الأوسط يبدأ من السعودية” .. وأضاف: “الأمير محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، فهو أعظم من مثَّل شعبه، يعمل بجد ولا أعتقد أنه ينام الليل، كما لا أنسى الضيافة الاستثنائية أبداً التي أكرمني بها الملك سلمان قبل 8 سنوات”، مجدداً التأكيد في الوقت ذاته بأن زيارته إلى الرياض “زيارة تاريخية”.. وقال ترامب: ” “التحولات التي تشهدها هذه المنطقة لا تُصدق”، واصفًا ما يحدث بأنه “معجزة حديثة على الطريقة العربية”، بفضل جهود قادتها وأبناء شعوبها”.
.
شهادة رئيس أكبر دولة في العالم لنا نحن السعوديين تحديدًا، دافع أخر لأن نواصل معركتنا مع المستقبل، أن نضاعف جهودنا خلف قائدنا الملهم، أن نواصل كتابة التاريخ، وصناعة بقية تفاصيل المعجزة، أن ننافس ونزاحم، ونرسم الحكايات والأحلام والمثل للآخرين ….
باختصار نريد أن نكون نموذجا يحتذى.
.
نحن السعوديين قد لا نفطن لبعض جوانب القفزات التطويرية المذهلة التي تحققت لبلادنا، لم نر كامل صورة المعجزة التي بنيناها فوق الصحراء، ربما لأننا نعيش وسط الصورة وداخل البرواز، الآخرون من الخارج يرون كل التفاصيل بشكل أوسع، يفطنون للزوايا والمفردات أكثر.
.
نحن السعوديين خلال السنوات القليلة الماضية – ربما الثمان سنوات – أوشكنا نلمس السماء بأيدينا، وإن كنا حقًا لمسناها بقلوبنا وأحلامنا، ولذلك لم يعد يهمنا أن نحصي ما فعلنا وأن نعدّد ما حققنا، بقدر ما صار يشغلنا ما الذي سنحصده غدًا …
.
أعيننا وقلوبنا تنظر للأمام، للمستقبل البعيد … لا وقت عندنا لأن نلتفت للخلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى