المقالات

متى تنام يا محمد؟

إنها زيارة الفخامة التي لا تُضاهى. وكيف تُضاهى ومهندسها رائد الإبداع، حازم الإرادة، القوي الأمين محمد بن سلمان. وأنا أشاهد هذا الزخم الرائع من التنظيم والعمل المبهر لاستقبال كبير الولايات المتحدة؛ الرئيس الذي قلب طاولة الروتين والقرارات المُحنطة إلى قرارات جريئة بما يخدم مصالح أمريكا والدول الصديقة معاً.

وبكل ما يملكه من كاريزما الحضور والتلقائية واتخاذ القرارات، علم ترمب أن مصالح الولايات المتحدة تتقاطع مع مصالح دول الخليج، فقدم إلى قلبها وكبيرها، المملكة العربية السعودية، في مستهل زيارة فخامته إلى عدة دول خليجية. وكيف لا، وهنا صناعة القرار وفارسها الأمير محمد بن سلمان.

الكل علم بما أنتجته هذه الزيارة من قرارات تخدم مصالح البلدين، وتُعد مفصلية في مناسبة تجدد العلاقة التاريخية التي استمرت 80 عاماً. ولا شك أنها ستكون نموذجاً للعلاقات بين الدول التي ترغب بالسلم والأمن وازدهار الاقتصاد والنماء لشعوبها وأوطانها.

فهناك فرق بين القادة الذين لا همّ لهم إلا رفعة وطنهم، وبين من لا همّ لهم إلا نشأة الحروب وحياكة المؤامرات، فعانت منها شعوبهم خوفاً وفقراً.

الأمير محمد كان نجم الحفل الساطع، الذي لم يترك شاردة ولا واردة في إدارة هذه المناسبة من البدء حتى الختام الجميل، إلا أتمها على أفضل ما يكون.

متى تنام يا محمد؟
كان سؤالاً يعلم إجابته ترمب؛ فالقادة الملهمون، حتى وإن غالبهم النوم المستحق، فهم أعينهم ساهرة على مصالح شعوبهم، وقلوبهم تحمل الكثير من الأماني التي تحقق تطلعاتهم. إن نومهم هو رؤى لا تسكن ولا تنام، تراودهم في كل لحظة، تتساءل: ما هو الجديد رغم كل الإنجازات التي تمت؟ فحُلم الكبار ليس له نهاية.

وأستذكر قول الشاعر المتنبي:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

في غمرة الفعاليات، لم ينسَ محمد إخوته في سوريا الشقيقة، فتمنى على ترمب رفع العقوبات عن ذلك البلد الذي عانى كثيراً، فأجابه الرئيس: لك يا محمد ما تطلب.

أحلام محمد تتحقق على أرض الواقع إنجازات عظيمة. في عهد الملك الحكيم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير القدير، هناك فلسفة لدى قادة هذا الوطن العظيم:
لا شيء مستحيل… فنحن قادرون، والوطن يستاهل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى