المقالاتعام

13 مايو 2025.. يومٌ تتويجي في قمم التاريخ السعودي العالمي

بقلم: عبدالله الذويبي : في لوحة متكاملة من الإنجاز والريادة، سجّل التاريخ السعودي المعاصر يوم 13 مايو 2025 كعلامة فارقة في مسيرة المملكة نحو المجد الدولي، يومٌ تتوَّجت فيه جهود السلام، وعبقرية الدبلوماسية، ومتانة العلاقات الدولية، لتؤكد المملكة العربية السعودية أنها ليست مجرد دولة مركزية في الخليج، بل قوة عالمية رائدة في صناعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة – والتي كانت أولى زياراته الخارجية في ولايته الثانية – لم تكن زيارة بروتوكولية عابرة، بل محطة استراتيجية تعكس مدى التقدير العالمي للمملكة وقيادتها. فقد أُعلن من الرياض، عاصمة القرار العربي، عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، دعمًا لاستقرارها، وبناءً على مبادرة تقدم بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تُجسد نهج المملكة في إعلاء مبدأ السلام وتنمية الشعوب لا تفكيكها.

وقد شهد ذلك اليوم أيضًا انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، حيث كُشفت فرص التعاون في الطاقة المتجددة، والتقنيات المتقدمة، والابتكار، مما أكد على دور المملكة كمحور اقتصادي عالمي، ينهض برؤية 2030 الطموحة، ويقود تحولًا اقتصاديًا حقيقيًا في الشرق الأوسط.

ولعل استقبال الرئيس الأمريكي في قصر اليمامة، كان تجسيدًا حيًا لرسوخ العلاقة السعودية الأمريكية التي تجاوزت التسعين عامًا من الشراكة الفاعلة، والمصالح الاستراتيجية المشتركة. وبينما وقع الجانبان اتفاقيات نوعية في مجالات الطاقة، والدفاع، والتعدين، كانت الأعين على المملكة لا بوصفها بلد النفط فحسب، بل بصفتها قاطرة التوازن العالمي الجديدة.

ورغم هذا النجاح الكبير، الذي وصفه مراقبون بأنه أهم حدث دبلوماسي في المنطقة منذ عقود، لا تزال بعض الأصوات الناشزة تُحاول تشويه هذه المنجزات. أصواتٌ تحركها أجندات خارجية مفضوحة، أو تحركها الغيرة العمياء من دولة تجاوزت التحديات، وثبتت مكانتها في صدارة المشهد الدولي.

لكن المملكة، قيادةً وشعبًا، لا تلتفت إلى الوراء، فمشاريعها العملاقة مثل نيوم والقدية، واستضافتها لإكسبو 2030، وانفتاحها الثقافي والمعرفي، كلها شواهد حية على دولة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، بين الثوابت والابتكار، بين الإيمان والانفتاح الواعي.

إن يوم 13 مايو 2025 لم يكن حدثًا سعوديًا فحسب، بل كان رسالة إلى العالم بأن السلام ممكن، إذا امتلكت القيادة شجاعة القرار، وإذا كانت النوايا صادقة. وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الملهم الأمير محمد بن سلمان، تواصل السعودية شق طريقها بثبات نحو مستقبلها العالمي، لا يوقفها حاقد، ولا يؤثر فيها متهجم، بل تزداد رسوخًا وتألقًا.

وفي الختام، نقول للعالم:
نحن لا نصنع التاريخ… بل نحن قمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى