وأنا أقرأةكتاباً ل “بول آردن ” بعنوان” كيفما فكرت فكر بالعكس ” فكانت أول صورة عنده في هذا الكتاب ” قلبة فوسبيري ” والتي حصل عليها عام ١٩٦٨م على الرقم القياسي في القفز ، وسميت القفزة بإسمه وكان “نيك فوسبيري ” استبدل القفزة عن ما هو معتاد عليها في القفز ، والتي كانت ان تكون الأجساد موازية فوق العارضة والتي تسمى “بالدحرجة” وكان اقصى ارتفاع سجل قبل عام ١٩٦٨م ١.٧٢ م ولكن “نيك فوسبيري” قفزها بطريقة مغايرة تماماٍ عندما انطلق ، وبدل ان ينحني بصدرة في أتجاة العارضة اولاها ظهره وكانت النتيجة ان سجل رقم قياسي ٢.٢٤م والسبب أنه فكر بعكس كل من سبقوه ، وهذا لا يختلف عن اي فن أو ابدع مثل الشعر ، وإذا كنت تفكر ما يفكر بهِ الآخرون ستكتب مثلهم .
و”قلب الصورة الشعرية” هو مفهوم نقدي يُشير إلى تحوُّل أو انعكاس في الصورة الشعرية التقليدية، حيث يقوم الشاعر بإعادة تشكيل الصورة بطريقة مبتكرة تُخالف التوقُّع أو المألوف. هذا الانزياح الفنّي يُضفي عمقًا وجِدَّةً على القصيدة، ويُثير لدى المتلقّي دهشةً أو تأمُّلًا.
وحاولت ان ارصد بعضا منةالأمثلة على قلب الصورة الشعريةمن خلال قراءاتي
المثال الكلاسيكي في الشعر العربي القديم، نجد مثلًا وصف “الليل” بأنه “أسود” (صورة تقليدية). لكن عندما يقلب الشاعر الصورة، قد يقول:
“الليلُ يقطرُ نورًا في دجونِهِ”
هنا، النور في الظلام يُشكِّل صورةً مُقلوبةً تُثير الدهشة.
وهناك قلب صورة أخرى عندما يصف شاعرٌ “الحبَّ” بأنه “نار” (صورة شائعة)، لكن عند قلب الصورة:
“حبُّنا بَرَدٌ يُذيبُ القلوبَ”
حيث يتحوَّل البرد (الذي يُفترض أن يُجمِّد) إلى قوة إيحابية تُذيب، مما يُنشئ تناقضًا شعريًّا مبدعًا.
الهدف قلب الصورة الشعرية هي خرق المألوف كسر الروتين البلاغي لإضفاء الحيوية. والأبداع وتعميق الدلالة إضافة طبقات جديدة من المعنى ، وإشراك القارئ وتحفيزه على التأويل والفهم النقدي.
وقد يسميه البعض بالأنزياح الفرق بينه وبين الانزياح
قلب الصورة نوع من الانزياح الفنّي، لكنه أكثر تحديدًا؛ فهو لا يكتفي بمجرد الخروج عن المألوف، بل يعتمد على الانعكاس الجذري للصورة (مثل تحويل الظلام إلى نور، أو الصمت إلى صوت).
وجرني لكتابة هذا المقال ما كتبه الشاعر سعد الحريص الذي كان متحاوزا في كتاباته وافكاره عندما قلب الصورة فكانت اجمل من حقيقتها واستخدم النشبيه والاستعارة المكنية فجعل الصعود سقوط والهويان أنجذاب ،في البيت الذي يقول فيه :
إليا شلع كنّه حجر والسما جب
يهوي بها كن الصعود انجذابه

2
لا شك ان الخروج عن السائد في الفن خاصه يثير الدهشه ويدعو للأعجاب تلوين الصوره واضفاء معاني جديده على المشهد في النص يبقى فن قائم بذاته او فن اضافي يتطلب مهارات معينه وهذا في اعتقادي امر غير متاح الا لمن اتسعت ثقافه وسطعت موهبته
ومما بحضرني في قلب الالفاظ
ما يسمى في علم البلاغه
بالاستعاره التهكميه فيستعمل اللفظ في ضده او نقيضه
كقول الشاعر
ياله من عمل صالح
يرفعه الله الى اسفل
حسن الوصالي
اتفق معك فيما ذهبت إليه ، قلب المعنى يأتي بصورة جديدة وغير متوقعة وقد تكون أحمل…
دمت لي