المقالات

الاتحاد عشقته ومالي حيلة

غنّى طلال مداح من التراث وألحان فوزي محسون:
عشقته .. ولا لي .. في المقادير حيلة
أحبه .. ولا أسلاه
وحشمة مليح الوصف .. ماهي قليلة
على الرأس مغلاه

وكيف للعاشق أن يكون له حيلة في الهوى؟
هو ولهٌ لا يستأذن القلوب، وعصيّ على إرادة من يدّعي أنه لا يخضع لراية الهيام وسهم الغرام.
وكأني بطلال لا يغني كما يغني الكثير للحب العذري ولا غيره، فذلك أمر لا يخلو منه بشر كيفما كانت صفته وعناوينه.

ولكنه باتحاديته التي فُطر عليها، كما هو حال الكثير من العشاق، يتغنى وقلوبهم معه بحب مختلف، مع حبيب ليس له توقيت، فلا يجفو ولا يتكبر، يتواضع لأنه يعلم معاناة العشاق، فلا يحب أن يؤرقهم.

عشق ينمو مع مسيرة الحياة، يكبر ويزدهر، لا توهنه عقود السنين التي تضرب ربما في أجسادنا، وقد تشيخ معها بعض مشاعرنا وأحلامنا. لكنها تزداد ولها، مع هذا الشيخ الوقور الذي كلما كبر بتصابٍى، لا تنال منه الأيام التي تقسو ولا ترحم بعض الأحيان.

ولكنه لها، لا يحني رأسه، بل يخترق الصعوبات بصبر أيوب، ويعلو عليها بهمة وشجاعة ربيعة بن مكدم الكناني، ويقول ما قاله المتنبي:
يُحاذرني حَتفي كأنّي حتفُهُ
وتنكزني الأفعى فيقتلُها سُمّي

هذا هو الاتحاد، عشنا معه منذ وعينا على هذه الحياة، وإلى بقايا حياتنا.
نسي الكثيرون، وتناسى الأكثر، ولكن بقي الاتحاد أيقونة حب في قلوبنا، وقلادة وفاء لا تصدأ ولا تتغير.

واليوم، يمكن تقولي يا نفسي أنكِ سعيدة، فهذا الاتحاد يسعد عشاقه.
هو يجعل للأفراح قيمة مضافة، فهي ليست فرحة عابرة، بل إنها جزء من التاريخ الذي يتلألأ عقده مع كل لؤلؤة تُضاف إليه.

اليوم هو تاريخ تتويج العميد بكأس دوري روشن.
وأراها أيضًا مناسبة يُتوج بها هذا الجمهور العاشق الأنيق في صبابته، المعنق في انتمائه، والمدهش في عطائه.

ولا ينسى هذا الجمهور الوفي من كان وراء هذا الإنجاز: من المشعبي إلى رامون وبلان وبنزيمة، وكافة زملائه اللاعبين الذين أبلوا البلاء الحسن الجميل الذي صنع الفارق وحقق الإنجاز.

أما الكورفا قولد، فهم معنا في كل دقّة قلب، وكل حرف سعادة، فهم جزء منها وبها.

هيا افرحوا وامرَحوا، فلنرْمِ همومنا وما يشغلنا وراء ظهورنا.
فلا وقت إلا للسعادة، فاليوم هو عُرس صانعها.

في يوم، في شهر، في سنة… اجتمعت كلها في هذه الليلة، لم تهدأ بها المشاعر ولم تنم، فكان لها ما تمنّت.

مبروك لكل اتحادي، وإلى فرحٍ متجدّد لا ينتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى