في كل مجتمع توجد شخصيات تركت بصمات لا تُنسى، وأسهمت في بناء أجيال، وإلهام عقول، وتغيير واقع نحو الأفضل. هؤلاء الأشخاص يُعرفون بـ”القدوات”، وهم من سلكوا طريق العطاء والإبداع والتميّز، وكانوا مثالًا يُحتذى به في الأخلاق والعمل والاجتهاد. وتكريم هذه الشخصيات ليس مجرد احتفال شكلي، بل هو اعتراف بدورهم الحيوي، ورسالة للأجيال القادمة بأن التميّز يستحق التقدير.
والقدوة الحقيقية تؤثر بعمق في السلوك والاتجاهات، فهي تجسد القيم التي يسعى المجتمع لترسيخها مثل الصدق، والإخلاص، والطموح، والانتماء. وعندما يرى الشباب شخصًا ناجحًا في مجاله – سواء كان معلمًا، طبيبًا، فنانًا، أو رائدًا في العمل التطوعي – فإن ذلك يغرس فيهم الأمل، ويحثهم على السير في طريق النجاح.
إن تكريم القدوات يُعد من أهم مظاهر الوفاء وردّ الجميل، إنه يسلط الضوء على الجهود الصامتة، ويمنح أصحابها شعورًا بالتقدير، ويدفعهم للاستمرار في العطاء. كما أن التكريم يعزز ثقافة الاعتراف بالفضل، ويشجع الآخرين على الاجتهاد والمثابرة ليحظوا بمكانة مماثلة.
قد يتجلى التكريم في احتفال رسمي، أو في جائزة رمزية، أو حتى في كلمة شكر علنية. وقد يكون في تخليد أسماء القدوات في المدارس، أو الشوارع، أو عبر حملات إعلامية تُبرز إنجازاتهم.
وكنموذج يُحتذى في هذا الوطن المبارك؛ أقامت مؤسسة “قدوات عطاء ووفاء” بمنطقة عسير حفلًا لتكريم رواد التأثير والأسوة الحسنة على مستوى المملكة العربية السعودية، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير المنطقة.
وإنَّ هذا التكريم ليس مجرد إجراء احتفالي، بل هو استثمار في القيم والهوية المجتمعية، وهو تعبير عن الامتنان، وغرس لبذور الأمل في النفوس. وعلينا جميعًا أن نشارك في هذه الثقافة عبر تقدير كل من كان له أثر في حياتنا، أفرادًا كانوا أم مؤسسات، فبفضلهم – بعد الله – يُبنى المستقبل