الطوافة مهنة تعارف عليها الناس منذ زمنٍ طويل، ويعود تاريخ هذه المهنة إلى عام 848 هـ.
ودور المطوّف دور مهم في مساعدة الحاج والمعتمر على أداء مناسك الحج والعمرة. إذ يقوم المطوّف في المسجد الحرام بمرافقة الحاج والمعتمر في الطواف، وترديد الأدعية المأثورة لهم، ومساعدتهم على إتمام نسكهم بالشكل الصحيح.
والمطوّف يُعدّ في هذا العمل الجليل محتسبًا الأجر من الله سبحانه وتعالى، وهو مصرّح له بالعمل في المسجد الحرام من قِبل الإدارة العامة لشؤون المطوّفين.
وقد تعاقبت على إدارة المطوّفين إدارات عديدة، كانت قريبة من المطوّفين، تدعمهم في عملهم من حيث التنظيم والإدارة.
ونأمل أن تظل الإدارات القادمة كذلك، قريبةً من المطوّفين، تشعر بهم، وتؤازرهم، وتعاونهم في أداء مهامهم، من أجل تقديم خدمة أفضل لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.
وتحظى الطوافة في المسجد الحرام بدعمٍ كامل من الدولة – رعاها الله، وهناك أوامر سامية في هذا المجال لتمكين المطوّفين من أداء مهامهم، فهم أصحاب خبرة في مجال الطوافة، ومؤهّلون للقيام بهذا العمل الجليل، الذي يُثابون عليه إن أخلصوا النية.
ويعمل في المسجد الحرام ما يقارب مئة مطوّف من ذوي الخبرة والكفاءة، يخدمون حجاج بيت الله الحرام، ويرافقونهم في الطواف والسعي، ويدعون لهم بالأدعية الصحيحة المأثورة.
وقد ورد ذكر الطواف في كتاب الله تعالى، في قوله سبحانه:
﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾
فالحجّاج والمعتمرون يطوفون بالبيت العتيق بمساعدة المطوّفين الذين يسهلون لهم هذه الشعيرة العظيمة.
وقد حرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ نشأتها حتى يومنا هذا، على دعم الطوافة والمطوّفين، وتوفير دورات دينية وتعليمية وتثقيفية لهم، ولهذا أصبحت الطوافة مهنة معترفًا بها ضمن منظومة خدمات الحرمين الشريفين.
إن الطوافة ركيزة أساسية في المسجد الحرام لما تمثله من خدمة جليلة لضيوف الرحمن.
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين، لما تقدمه من خدمات عظيمة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار،
وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وجعلهم مفتاحًا لكل خير، وأثابهم على خدمتهم لبيت الله ومسجد نبيه خير الجزاء