المقالاتعام

الاتحاد وصراع الرئاسة

تَرِشَح أخبار هنا وهناك عن أسماء مرشحة لرئاسة نادي الاتحاد بطل الثنائية. وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر له بذاك. وليلى هنا كُنية عن نادي الاتحاد العريق الذي عانى طوال عمره المديد من صراعات بعض المكونات الاتحادية ومناكفاتهم، والتي كانت في حقبة ما – شاءوا أم أبوا – تصبّ في تفتيت كيان الاتحاد.
وكأني بما نسمع أن الإخوان الذين سيرشحون أنفسهم سيعيدون تلك الثقافة الممجوجة، والتي بُنيت على “نحن بيوت فلان وهم بيوت علّان”. الاتحاد يا سادة ليس ملكية خاصة، وربما بعض من ادّعى أن له من ذلك الشرف نصيب لم يُقدّم للاتحاد بعض ما قدّمه من لا ينتمي لفلان ولا علّان.
بل هؤلاء هم من قدّم للاتحاد ما يستحقه من اهتمام، تارةً بانتشاله مما تكالبت عليه من ظروف قاسية معظمها من فعل فاعل قاصدٍ للإيذاء، وتارةً بتكديس الكؤوس في خزينة النادي العريق، دون أن يكون منتمياً إلى أي بيت أو فئة.
الآن، رائحة الطبخات القديمة والبائتة وإن بدت بتكوينات مختلفة بدأت تفوح وتزكم المساحة الاتحادية، والتي كانت إلى قبل بضعة أيام معطّرة بباقات زهور أفراح البطولات، التي تهاداها محبّو هذا العميد، ومطرّزة بأقواس النصر التي حققتها مجموعة عمل اختارت أسلوب الصمت الرشيد، والحكمة الرصينة، والعمل الهادئ الفعّال، كخارطة طريق توافقية بين مختلف عناصر مكونات من تحمّل مسؤولية إدارة هذا الكيان بكل تفاصيله الوظيفية، فحققت تلك الإنجازات الرائعة.
وكأني ببعض ممن رُشحت أسماؤهم قدِموا فقط لنَيل قطعة من كعكة الانتصار، وربما يريدونها كلها، وليس حتةً منها! والكعكة هنا هي الجلوس على الكرسي الذهبي، ليتمتعوا بلمعانه، الذي لا ناقة لهم فيه ولا حتى “حمل”.
المهم، أدعو هؤلاء الإخوة إلى تقديم مصلحة الاتحاد نُصب أعينهم، حتى لو تطلب الأمر انسحاب من يرى أن غيره أفضل منه، ولو بشق إمكانية.
وأكرر: إياكم والثقافة التفضيلية التي لا تعتمد مقاييس الكفاءة والخبرة والقدرات المالية المعقولة، فهي العمود الفقري لنجاح أي عمل.
ختامًا، نادي الاتحاد سيكون عبؤه في الموسم القادم أكبر، فالمشجع الاتحادي لن يرضى إلا بأفضل مما تحقق هذا الموسم.
فهل فكّر كل من سيرشح نفسه للرئاسة بهذا الهدف؟ أم أنها مجرد هوى، وشعاره كما يقول المثل الشعبي: “كبر الجُرم ولا شماتة الأعداء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى