حقق موسم حج 1446هـ نجاحًا استثنائيًا شهد به القاصي والداني، ورفع راية الفخر لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة. لقد برهنت المملكة مجددًا، قيادةً وشعبًا، على أنها الجديرة بخدمة ضيوف الرحمن، وأن رعاية الحجاج ليست مجرد مهمة مؤقتة، بل رسالة دينية وتاريخية تتشرف بها المملكة منذ تأسيسها.
من الملاحظ أن موسم الحج لا يمر دون أن تظهر أصوات حاقدة تبث الأكاذيب والتلفيقات في محاولة للنيل من جهود المملكة. لكن قيادتنا الرشيدة، كالعادة، لم تلتفت إليهم، بل واصلت العمل في صمت واحترافية، فكان الرد الحقيقي في الميدان:
منجزات مشهودة، وخدمات متقنة، وتجربة روحانية آمنة وميسّرة لملايين الحجاج.
هذه هي المملكة التي اختصها الله بشرف خدمة الحرمين، وهي الدولة التي ردت بالحقيقة على الكذب، وبالنجاح على الحملات المغرضة.
ما تحقق هذا العام هو نتيجة عمل جماعي متناغم شاركت فيه جميع قطاعات الدولة، الحكومية والخاصة، الأمنية والخدمية، الصحية والإنسانية، في تنسيق ميداني دقيق وخطط محكمة.
وقد تم هذا العمل تحت إشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله –، اللذين تابعا أدق تفاصيل الحج، وسهّلا كل ما من شأنه راحة الحجاج وأمنهم.
رسالة للعالم
موسم حج 1446هـ لم يكن مجرد موسم عادي، بل كان رسالة صامتة بليغة للعالم بأن المملكة هي صاحبة الكفاءة الأعلى عالميًا في إدارة الحشود وتنظيم الشعائر وفق أعلى المعايير، بروح إيمانية وخدمة إنسانية متكاملة.
وإننا نسأل الله عز وجل أن يبارك في هذه البلاد وقادتها، وأن يديم عليها هذا الشرف العظيم في خدمة ضيوف بيته الحرام، عامًا بعد عام، من نجاح إلى نجاح، ومن أمن إلى اطمئنان.