الحياة ليست مسرحًا للمثاليين، ولا طريقًا معبّدًا لمن يريد السير بلا عثرات.
كل من يخطو خطوة، سيواجه حجرًا في الطريق.
كل من يحمل حلمًا، سيتلقى سهام النقد.
وكل من ينجح، سيتذوق شيئًا من الحسد.
من يعمل يُخطئ، لأن العمل هو مختبر المحاولة والخطأ.
فمن أراد أن يُبدع، عليه أن يتعلّم من زلاته، وأن يرفع رأسه كلما تعثّر، وأن يجعل من الخطأ وقودًا للخبرة لا سببًا للتراجع.
الخوف من الخطأ قتل آلاف المواهب، وأطاح بأحلام كانت تستحق النور.
ومن ينجح يُحسد، لأن النجاح يجذب الأعين، لا فقط العيون المُحبّة، بل أيضًا القلوب الغيورة.
من ارتقى السُّلَّم سيتلقى التصفيق من البعض، والهمز واللمز من البعض الآخر.
هكذا هي سُنّة الحياة: الناجح دائمًا تحت المجهر.
فهل نُطفئ نيران الحماس في صدورنا فقط لنُرضي غيرتهم؟
أم نمضي عارفين أن الحسد لا ينال من الناجحين، إلا إذا توقّفوا؟
إذا أردتَ ألّا تُخطئ، ولا تتعثّر، ولا تشعر بالضغط… فابقَ مكانك.
لا تتحرّك، لا تحلم، لا تُبدع، لا تفتح بابك.
عِش داخل غرفةٍ مغلقةٍ صامتة… بلا ضوء ولا نوافذ.
لكن اسأل نفسك: هل هذه حياة؟
الحياة الحقيقية تبدأ حين نغامر، حين نُجرّب، حين نَخفق ونقوم، حين نبتكر ونُجازف، حين نعرف أن الخطأ ليس عارًا، بل خطوة في درب النضج.
الناجحون لا يخشَون النقد، ولا يهربون من الحاسدين.
الناجحون يعرفون أن كل إنجاز هو بصمة في طريقهم، وكل تعثّر هو درس جديد.
قف اليوم أمام مرآتك واسأل نفسك:
هل أعيش لأُرضي الخائفين من الفشل؟
أم أعيش لأُحقق ذاتي، حتى لو أخطأت؟
هل أُطفئ حلمي كي لا يحسدني أحد؟
أم أشعل نجمي عاليًا في السماء، غير عابئٍ بمن يُضايقه ضوئي؟
الحياة لا تنتظر المتردّدين… والمجد لا يُهدي نفسه للمتفرّجين.
كن أنت، اعمل، اجتهد، تعلّم، وامضِ في دروب الحياة.
فمن يعمل يُخطئ، ومن ينجح يُحسد، ومن لا يفعل شيئًا… لا يُذكر أصلًا.