اقتصادعام

منتخبنا بين المانجو والبطيخ!

قديمًا قالوا: “ليس كل مدردب باذنجان”، وهي حكمة شعبية تصلح لكل زمان ومكان… وملعب! فليس كل منتخب أخضر يعني أنه ناضج كرويًا، وليس كل من دخل التصفيات خرج منها بـ”تذكرة ذهاب مباشر” للمونديال.
خذ عندك مثال الزراعة: المانجو، يحتاج من 6 إلى 8 سنوات حتى تُثمر، بينما البطيخ يُنجز المهمة في 70 إلى 90 يومًا. هذه الفروقات تذكرني بالفرق بين المدافع حمد المنتشري والكابتن علي البليهي.
المنتشري انتقل من دوري الأحياء إلى نادي الاتحاد، ثم إلى كأس العالم في لمح البصر، وحقق جائزة أفضل لاعب في آسيا وكأنه بطيخة ناضجة في عز الصيف. أما البليهي، فبالرغم من اجتهاده وتضحيته – بل وحتى استعداده لنفخ البالونة بنفسه – إلا أنه لم يحقق الجائزة ولم يتأهل لكأس العالم هذه المرة، وقد لا يضمن اللعب أساسيًا حتى في مباراة الملحق!
وما دعاني للكتابة ليس عشقًا في الفواكه، بل استغرابًا من الهجوم على رئيس اتحاد الكرة، الأستاذ ياسر المسحل، بعد مباراة أستراليا وعدم التأهل المباشر. الرجل على مدار السنوات الماضية اجتهد، وسعى، وأخلص، ولا يُلام المرء بعد اجتهاده، فهناك خطط وأبحاث تستغرق نتائجها وقتًا طويلًا حتى تظهر، والعرب تقول: “ما يبطي السيل إلا من كبره”. وما يدري المتشائمون، قد يتأهل الأخضر من الملحق ويخطف كأس المونديال كما فعلها الدعيع والحمالي في كأس العالم للناشئين عام 1389هـ.
بعض النقاد – سامحهم الله – قارنونا باليابان وكوريا وأستراليا.
ونسوا أن الأرض غير الأرض، والتربة غير التربة، والمناخ غير المناخ. والمزارع متخصص لديهم، هناك لاعبين يزدهرون في رطوبة طوكيو، وآخرين لا يعرفون طريق المرمى إلا في “البلايستيشن”.
ثم جاء الهجوم على الكابتن سالم الدوسري، وكأن اللاعب هو المسؤول عن نسبة الأوكسجين في ملعب المباراة!
ثلاث ضربات جزاء أهدرها؟ نعم. هل هذا كافٍ لنسيان تاريخه؟ لا.
وأنا شخصيًا لا أستبعد “العين”!
ولو كنت مكان المحلل السعودي في قنوات الكأس عبد الرحيم جيزاوي، لطالبت ماجد الخليفي بأن يسمي على سالم، ويرقيه عن بُعد، ولو عبر بث فضائي مشفّر!.
والنقد الرياضي؟ حدث ولا حرج!
برنامج “دورينا غير” بقيادة خالد الشنيف ترك أرضية الملعب، وركّز على إهدار سالم الدوسري لضربة الجزاء، وكأن حراس المرمى عُمي، متجاهلًا كل المستويات التي قدمها في التصفيات.
بينما تركي السهلي ترك أرقام اللاعب وركز على البوتكس! بالله عليكم، هل المشكلة في قرب ضربات الجزاء من المرمى أم في “نفخ الخدود”؟ “اللهم لا حسد”.
أتمنى من المحلل السعودي تركي السهلي أن يتطوّع برقية شاملة للكابتن سالم قبل مباراة الملحق، وربما يضيف بعض الماء المقريّ حتى لو عن طريق حقن الوجه.
وختامًا أقول:
إذا كنا نؤمن بمثل “ليس كل مدردب باذنجان”،
فعلينا أن نؤمن أيضًا أن ليس كل إداري هو فيصل بن فهد، ولا كل لاعب هو ماجد عبدالله.
فلا تلوموا المسحل ولا سالم ولا البليهي، لوموا بيئة الملاعب والعشب الذي لم تُجْدِ فيه الصيانة، لوموا النقاد الذين أعينهم فارغة وحناجرهم ممتلئة بالحسد، ولو لم تكن هناك “رقية كروية جماعية”، فلن يتأهل المنتخب ولو استعان المسحل بكل خطط العالم.
وعليه، إذا ما أراد التأهل، فليستبدل خطط زراعة “المانجو” بزراعة البطيخ… لعله هو المنقذ لتأهلنا لكأس العالم!.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل يابو احمد
    ولكن بالنسبة للمسحل هو كان مسؤول عن استمرار مانشيني والذي بسببه اصبح التاهل صعب انا وانا الف باء رياضة طالبت بالغاء عقد مانشيني بعد ان ترك لاعبية عند ضربات الترجيح ودخل غرفة الملابس هل هذا مدرب وكذلك عندما تكلم على لاعبية العقيدي وغيره هل هذا فكر مدرب
    ثم بعد ذلك العودة لرينارد والتعاقد معه وهو من تركهم ورمى بهم عرض الحائط
    هذا يدل على ان ادارة الكورة لايجيدها الا ابناء الميدان هم من المفروض من يتولى ادارة المنظومة واكبر مثال احمد عيد عندما تولى الاتحاد السعودي وهو ابن الميدان وهناك كثر في الاتحاد والنصر والهلال وغيرهم من المفروض يتولون المهمة بدل المسحل الذي لا نذكر انه كان لاعب او اداري
    اما سالم فقد طغت عليه الانانية وحب الذات عندما يتقدم لضربات الترجيح وهو لايجيدها قد تكون امام استراليا تحصيل حاصل ولكن عندما اضاعها امام اندونيسيا والبحرين حتى تنفيذه يدل على انه لايجيد ذلك وارجع لبلنتي استراليا وكيف نفذ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى