أحد أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح موسم حج هذا العام هو التطبيق الصارم والحازم لقرار “لا حج إلا بتصريح”، والذي يمثل حجر الزاوية في تنظيم الحشود وضمان سلامة الحجاج. فقد كثّفت الجهات الأمنية رقابتها على المنافذ والمداخل المؤدية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مما أسهم في تقليص أعداد المخالفين بشكل كبير ومنع التكدسات غير النظامية.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أن هذا القرار ليس فقط إجراءً تنظيميًا، بل هو إجراءٌ أمنيٌّ وصحيٌّ يهدف إلى حماية الأرواح، وتوفير بيئة آمنة تسهم في تمكين الحاج من أداء مناسكه بطمأنينة وخشوع، في ظل أجواء روحانية مريحة.
وفي ظل الأجواء المناخية المرتفعة التي شهدها موسم هذا العام، كان للقطاع الصحي دور بارز في مواجهة التحديات، حيث وفرت وزارة الصحة عشرات المستشفيات والعيادات المتنقلة، إلى جانب الفرق الطبية المنتشرة في كل ركن من أركان المشاعر. كما تم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الحالات الصحية وتوجيه التدخلات السريعة.
أما من الناحية البيئية، فقد تعاونت هيئة تطوير مكة مع أمانة العاصمة المقدسة وهيئة الهلال الأحمر والفرق التطوعية لضمان النظافة العامة والاستجابة السريعة لأي طارئ.
لم تغب التكنولوجيا عن موسم حج هذا العام، حيث وفرت الجهات المعنية تطبيقات ذكية لتوجيه الحجاج وإرشادهم، وتسهيل عمليات التفويج، ومتابعة الحالات الصحية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الطائرات المسيرة والكاميرات الذكية لمراقبة الحشود وتحسين إدارة الحشود.
مع انتهاء مناسك الحج لهذا العام، رفعت الجهات المعنية شكرها للقيادة الرشيدة على الدعم اللامحدود، الذي جعل من نجاح موسم الحج حقيقة ماثلة للعيان، تجسد قدرة المملكة على إدارة ملايين الحجاج وفق أعلى المعايير.
ويُعد نجاح موسم حج 1446هـ شاهدًا جديدًا على ما تبذله المملكة من جهود مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، وإيمانها العميق بأن خدمة الحجاج شرف ومسؤولية وأمانة تؤديها بكل تفانٍ واقتدار.
قل للمتربصين والمستبشرين،
والشامتين، جيوش الذباب الإلكتروني في منصات التواصل الاجتماعي الذين يسخرون من جهود الدولة السعودية لضيوف الرحمن،
المدبلجين لمقاطع لا تمت للحج بصلة، وإنما تمت لقلوبهم المريضة حسدًا من عند أنفسهم، وما تخفي صدورهم أكبر،
قل: موتوا بغيظكم.
نجاحات دولتنا لخدمة ضيوف الرحمن تنبئ عن نفسها وكأنها تقول لكل حاج: “هيت لك، لبيك وأنا بين يديك”.
هذه السعودية العظمى لم تبخل بالمال والرجال منذ تأسست على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وخيرها ينسكب وينهمر على المسلمين في أصقاع الدنيا، فضلًا عن ضيوف الرحمن،
ثم تتابع هذا الشرف الخدمي لضيوف الرحمن ملوك هذه البلاد -رحمهم الله- وأطال عمر من بقي في طاعته.
واليوم، بحمد الله، تقفز خدمات الحجيج إلى أعلى مستويات الرفاهية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان -وفقهما الله-
لتصبح إدارة الحشود قواميس تحتضنها مؤسسات الدولة، تُصْدِر وتُدَرَّس في معظم تجمعات العالم.
حفظ الله بلادنا وقادتها، وزادها شرفًا وتشريفًا لخدمة زوّار وحجاج بيت الله الحرام.
بارك الله فيك يا ابا انس