المقالات

طَائِرَة الشَّمْسِ

مقدمة :
في لحظةٍ تختلطُ فيها الأزمنة، ويتداخل الواقع بالحلم، يُبحر القلب في عوالمَ من الاحتمال، متسائلًا:
هل نحن من نحبّ فعلًا؟ أم أننا نحب الصورة التي رسمها الخيال؟
قصيدة ** طَائِرَةِ الشَّمْسِ** هي محاولة شعرية للقبض على تلك اللحظة الهاربة بين الترقب والخذلان، بين اللقاء الذي لم يكتمل، والوداع الذي وقع قبل أوانه.
هي سيرة علاقةٍ وُلِدت من خطأ، وعاشت من صدفة، وذبلت قبل أن تزهر…

حِينَ أُسَافِرُ مُتَجِهًا إِلَيْكِ،
وَأَخُذُ مَقْعَدِي فِي طَائِرَةِ الشَّمْسِ،
الْمُغَادِرَةِ إِلَى مَوَانِئِ الْقَمَرِ،
حَيْثُ الْبَحْرُ عَمِيقٌ،
أَغْطُسُ فِي جَوْفِ حُوتٍ عِمْلَاقٍ،
وَأَخْرُجُ بَعْدَ قُرُونٍ،
بَعْدَ أَنْ يُمَجَّنِي بَطْنُهُ،
وَأَجِدُ نَفْسِي عَلَى شَوَاطِئِ الْمِرِّيخِ،
وَأَنْتِ تَنْتَظِرِينَنِي بِشَوْقٍ وَلَهْفَةٍ!

أَشْعُرُ حِينَ أَلْقَاكِ،
أَنِّي رُبَّمَا تَسَرَّعْتُ،
رُبَّمَا لَمْ تَكُونِي أَنْتِ.. أَنْتِ،
وَرُبَّمَا لَمْ أَكُنْ أَنَا.. أَنَا!
رُبَّمَا كُنَّا شَخْصَيْنِ آخَرَيْنِ،
تَقَابَلَا خَطَأً
فِي زَمَنٍ خَطَأَ،
وَفِي مَكَانٍ خَطَأَ،
فَكَانَ لِقَاؤُهُمَا خَطَأً،
وَقَامَ حُبُّهُمَا عَلَى خَطَأً،
مِنْ مَعْلُومَةٍ خَطَأَ،
اسْتَقَيَاهَا مِنْ شَبَكَةِ مَعْلُومَاتٍ
مُهْتَرِئَةٍ،
أَصَابَهَا فَيْرُوسٌ،
أَدْخَلَهُ عُنْوَةً هَاكِرٌ
كانَ يَسعَى لإفْسادِ العَلاقَة
بَيْنَ قَيْسٍ وَلُبْنَى،
فَدَاسَ أَزْرَارًا بِالْخَطَأِ،
لِنَكُونَ نَحْنُ
الضَّحِيَّةَ الْخَطَأَ!

وَهَكَذَا..
فَنَحْنُ يَا سَيِّدَتِي،
وَدُونَ أَنْ نَدْرِي،
أَنْقَذْنَا أَجْمَلَ قِصَّةِ حُبٍّ،
وَتَرَكْنَا لِلْأَجْيَالِ نَبْتَةً،
سَقَيْنَاهَا بِدُمُوعِنَا،
ثُمَّ افْتَرَقْنَا..
حَتَّى..
قَبْلَ أَنْ نَلْتَقِي؟!
وقَبْلَ أَنْ نُدْرِكَ..
أَنَّ الْقُبْلَةَ الْأُولَى..
كَانَتْ آخِرَ الْوَدَاعِ!
وَظَلَّ الْقَلْبُ يُنَادِيكِ:
يَا غِطَاءَ جُرْحِي،
يَا سِرَّ بَقَائِي

 خاتمة :
ويبقى السؤال معلَّقًا في فضاء المشاعر:
هل كان حُبًّا حقيقيًا لم يجد زمانه؟
أم وهمًا جميلًا نسجه عقلان تاها في زحام الحياة والمعلومات؟
قد لا نجد الإجابة، لكن القصيدة تظل شاهدًا على أن بعض القصص، وإن لم تكتمل، تبقى أعمق من ألف قصةٍ تمت. فبعض الحب… يولد ويموت قبل أن نلتقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى