المقالات

عبدالوهاب أبو سليمان.. الحاضر الغائب

في كل عصر من العصور يختار الله -سبحانه وتعالى- أناسًا يجعلهم قدوة بين الناس، ويمدّهم بعونه وتوفيقه، فتتحقق على أيديهم الإنجازات الضخمة، فيكونون نبراسًا لمجتمعاتهم، ودعاة للخير في حياتهم وبعد مماتهم.

ومن أولئك الأفذاذ يأتي العلّامة المعاصر، معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان -رحمه الله وجعل الفردوس مثواه-.
لقد شهد المجتمع بكل فئاته بخيريّته واجتهاده، وغزارة علمه، وتنوع ثقافته، إلى غير ذلك من السجايا التي يتصف بها العلماء الربانيون. وقد أثبت مجتمعنا محبته وتقديره لعلمائه المخلصين حتى بعد مماتهم، ومن ذلك ما أُقيم في الأسبوع الماضي من احتفال بهيج بمناسبة تدشين مكتبة معالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، وموقعها الإلكتروني، وتوزيع الكتاب الوثائقي عن سيرته وعطائه، والذي تبنّته “مؤسسة المداد للتراث والثقافة” بدعم سخي واهتمام مخلص من سعادة أمينها العام، رجل الأعمال البارز المهندس أنس صالح صيرفي، وبرعاية كريمة من معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس، الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمام وخطيب المسجد الحرام.

كما حضر المناسبة حضورٌ مقدّر من معالي الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن حميد، المستشار في الديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء، وإمام وخطيب المسجد الحرام، ومعالي الشيخ الأستاذ الدكتور سعد الشثري، المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، ومعالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز خوجة، وزير الإعلام السابق، ومعالي السيد الأستاذ الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة الأسبق، إضافة إلى نخبة من رجال الفكر والثقافة، وأساتذة الجامعات، ورجال الأعمال، وجمع غفير من المحبين.

وقد تتابعت الكلمات والبحوث التي أُعدت لهذه المناسبة، فكانت ليلة تجلّت فيها أواصر المحبة، ومشاعر الوفاء والتقدير. وكان من أجمل ما نُشر في الصحف، ما كتبه في جريدة المدينة رجل الأعمال القدير، مؤسس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، ورئيس مجلس أمنائها، معالي السيد الأستاذ الدكتور عبدالله دحلان، في مقال له بعنوان: (وفاء المشايخ لأساتذتهم).

لقد كان معالي الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان رجلَ مرحلة، وفيًا مخلصًا، فكافأه الله بوفاء المجتمع له:
﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]

وللإشارة إلى نماذج من وفائه لمشايخه، ما يعرفه الجميع من جهوده المخلصة في خدمة تراث شيخه فضيلة الشيخ حسن المشاط -رحمه الله-.
وأذكر شخصيًا صِلاته الوثيقة والعميقة مع والدي -رحمه الله- ومراسلاته له طوال فترة بعثته إلى الخارج، ثم زياراته الدائمة له في منزله.
وأذكر أنه حين اعتذر والدي عن الخطابة في المسجد الحرام لظروفه الصحية، كان يحاول إقناعه بالاستمرار في الخطابة ولو مرة كل مدة من الزمن، لئلا ينقطع عن محبيه. ثم كتب مقالًا في إحدى الصحف بعنوان (غياب القيادات) كان له أثر كبير في أوساط المجتمع.
وفي وقت لاحق كتب بحثًا مطولًا بعنوان: (فضيلة الشيخ عبدالله خياط: رائد ديني، مصلح اجتماعي، إداري موهوب، أديب مطبوع) نُشر في كتاب “الأعلام” الذي أصدرته مؤسسة عكاظ عام 1411هـ.

رحم الله معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، وغفر له في المهديين، ورفع درجاته في عليين، وأسكنه الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

والشكر والتقدير والدعاء الخالص لكل من حضر أو ساهم في إنجاح هذه المناسبة وإتمام هذا المشروع، والشكر والدعاء موصول لرائد المبادرات الكريمة، سعادة المهندس القدير ورجل الأعمال المميز أنس بن صالح صيرفي. جزى الله الجميع خير الجزاء.

• عضو مجلس الشورى سابقًا

تعليق واحد

  1. شكرا لك اخي الدكتور عبدالعزيز خياط على هذا المقال الرائع بحق قامه كبيره معالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب ابو سليمان رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى والشكر موصول لأخي المهندس انس صالح صيرفي ومؤسسة المداد للتراث والثقافه على مساهمتهم في هذا التكريم المستحق..

اترك رداً على م . عبدالرحمن احمد اليامي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى