المقالات

اللسان وتوجيه الوزير

Wait! Generating MP3 Batch No. 1 out of 12

في زمنٍ تعالت  فيه الأصوات  وتكاثرت الوسائط، لم تعد الكلمة تخرج لتُنسى،  بل تُسجّل وتُتداول وتُؤثّر.  ومع تسارع وتيرة النشر ، أصبح حفظ اللسان فريضة عقلية وشرعية، حمايةً للأعراض، وصيانةً للنفوس، وسلامةً للمجتمع. وقد وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية الخطباء إلى بيان خطر الشائعات والغيبة والنميمة، وهي ثلاث آفات
إذا اجتمعت في مجتمع، نزعت منه الأمان، وهدمت أركان الثقة،
وأفسدت نسيجه.

الشائعة تبدأ بكلمة عابرة
ثم تنتفخ حتى تفتك بالمجتمع، وقد حذّر الله تعالى
من تصديق الأخبار
دون تثبّت فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)
العاقل لا يكون بوقًا
لكل ما يسمع، بل يزن الخبر بميزان الحكمة
ويكتم ما يضر،
وقد قال رسول الله ﷺ:
(كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع)
وإذا كانت
الكلمة الطيبة صدقة،
فإن الكلمة الباطلة
قد تكون هلاكًا،
وفي زمن الفتن
يكون ضبط اللسان عبادة.

الغيبة من أفتك أمراض القلوب،
وهي ذِكر الإنسان بما يكره
في غيابه، وقد شبّهها الله
بأبشع صورة فقال:
(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا)
وقال النبي ﷺ حين سُئل عنها: ذكرك أخاك بما يكره”،
فقالوا: أرأيت إن كان فيه؟
قال: “إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته” فالمغتاب يتعدّى على كرامة الآخرين ويخسر أجره
دون أن يشعر.

وأما النميمة
فهي نقل الحديث على وجه الإفساد، وصاحبها محروم
من الجنة،
فقد قال النبي ﷺ:
لا يدخل الجنة نمّام
والنمّام يفسد القلوب،
ويفرّق الأحبة،
ويُوقد نار الضغائن،
وينشر البغضاء
وسوء الظن
ويطفئ نور الألفة
في المجتمع.

الحياة الطيبة تبدأ من اللسان الطيب، والمجتمع المتماسك يُبنى على ثقة الكلمة
ونقاء النية.
إن أعظم ما يعبّر عن إيمان المسلم حسن منطقه
ونقاء حديثه،
وقد قال النبي ﷺ:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت
فلنطهر ألسنتنا من الشائعات، وننزّهها عن الغيبة،
ونُعرض عن النميمة،
إرضاءً لله،
وحفاظًا على وحدة الصف وسلامة القلوب.

﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾

د عبدالرحيم بن محمد الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى