المقالات

جَمعة الأحبة… صلة وبركة

د. عبدالرحيم محمد الزهراني

في بيوتٍ ما زالت عامرةً بالمودّة، يتجدّد كل أسبوع، أو شهر لقاء الإخوة والأخوات، يضحكون ويتسامرون، يختلفون قليلًا ثم يتصافون، فيحفظون بذلك جذور الرحمة التي غرسها الله في القلوب. ليست هذه اللُّمّة عادةً اجتماعية فحسب،
بل هي صلة رحمٍ أمر الله بها، فقال تعالى:
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ﴾
وقال عزّ وجل:
﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾
ولذلك لم تكن صلة الرحم خاليةً من الخلاف أو التباين،
بل حقيقتها في التغافل، والصبر، وتقديم العفو على الغضب. فقد قال النبي ﷺ:
«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»
إنها جمعةٌ تصنع شلالات بهجة وسرور، وتترك في البيوت أنسًا وفي الأرواح سكينة، فهي امتدادٌ لبرّ الوالدين بعد وفاتهما، ووسام قربٍ من الله عز وجل. وفيها يتحقق وعد النبي ﷺ:
«من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»
فلتكن جمعتنا الإخوانية عهدًا متجدّدًا بالمحبة، وميراثًا للأبناء من بعدنا، نزرع بها الألفة ونطفئ بها الجفاء، ونستجلب بها رضا الله. فإن انقطع حبل الرحم انطفأت بركات كثيرة، وإن وصلناه دام النور في القلوب وبركة الأعمار.
اللهم اجعل لقاءاتنا فيك، ومودّتنا بك، وواصل بين قلوبنا برباط الرحمة، واغفر لنا ولوالدينا، ولإخواننا وأخواتنا، وللمؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى