
بين مدير أعلى مركز المسح والتنقيب بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور عبدالله النبهان ، بأن خطوات تحديد معالم شبه الجزيرة العربية وفق الصفيحة الجيولوجية الأرضية، يتم من خلال الدراسات الجيولوجية والتراكيب البنائية للقارات، وتحديد أعمار وطريقة تكون صخور القشرة الأرضية، وقال : هذا ما يسمى بعلم (دراسة الصفائح التكتونية) وما يصحبها من زلازل وبراكين تؤثر على حركة هذه الصفائح.
وأضاف : من خلال هذه الدراسات والأبحاث المستفيضة تم تقسيم الكرة الأرضية إلى عدة صفائح تكتونية ومنها الصفيحة العربية.
وكشف الدكتور”النبهان” أن الجزيرة العربية ذات امتدا واسع وحدود مترامية تشمل عدة أقاليم ومتكونات جيولوجية، لذلك لا يمكن حصر الحدود الجيولوجية في نقطة او منطقة، وإنما هي عبارة عن شريط ممتد من المتكونات الجيولوجية في شبة الجزيرة العربية، وتضم عدة دول هي:- المملكة العربية السعودية، واليمن، وعمان، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وقطر، والبحرين، بالإضافة إلى كل من العراق والأردن.
وواصل بقوله :- ومن الواجهة الشمالية عبارة عن شريط من الرصيف القاري العربي، ويحتوي على تتابعات رسوبية فتاتية وجيرية ومتبخرات تعود إلى دهر الحياة الظاهرة (أحدث من 540 عام)، وجزء من صخور من الدرع العربي وهو يتبع منظومة ما قبل دهر الحياة الظاهرة ، ويتمثل في التتابعات البركانية الرسوبية المتحولة التي يتداخل فيها الجرانيت والجابرو.
الدكتور “النبهان” أضاف : ومن الواجهة الجنوبية عبارة عن شريط من الرصيف القاري العربي، والربع الخالي وجزء من صخور من الدرع العربي.
وقال : ومن الواجهة الشرقية تتكون من الرصيف القاري العربي، وهو يتبع دهر الحياة الظاهرة ويحتوي على تتابعات رسوبية فتاتية وجيرية ومتبخرات.
وأخيراً يطغى حوض البحر الأحمر وسهله الساحلي المغطى بالرواسب الحديثة ومتبخرات وصخور رسوبية على الواجهة الغربية للمملكة.
*وحول طبيعة التكوينات البحرية والجزر والخلجان التي تتبع مكون الجزيرة العربية جيولوجيا؟!.
قال الدكتور “النبهان” ينكشف الحجر الجيري المرجاني في حزام متقطع على طول ساحل البحر الأحمر، حيث يشكل منصة شعاب مرجانية مسطحة تبرز للخارج عند انخفاض المد ،وقد يبلغ سمك طبقات هذا الحجر المرجاني 3-6 أمتار فوق مستوى سطح البحر ، حيث يغطى في معظم الحالات بطبقة رملية غنية بالحفريات اللافقارية المهشمة، وتداخل السبخات الملحية والكلسية والرواسب الغرينية الرملية مع الصخور الجيرية.
وأضاف : كما يوجد الرمل الغني بالحفريات ويحتوي على أصداف رخويات وهو مزيج من الرمال المحمولة بالرياح ورمال الشاطئ وأصداف تم الزج بها من خلف البحيرة المرجانية بواسطة الأمواج.
وأشار : من ناحية أخرى تتميز سواحل الخليج العربي الغربية بطبوغرافية شبه مستوية تغطي معظمها الرمال التي تشكل جزءاً من رمال البيضاء – وهي الجزء الشمالي من رمال الجافورة -، التي تمتد بمحاذاة الواجهة الشمالية من الساحل السعودي، وهي رمال بحرية المنشأ، تبرز منها بعض المرتفعات الرملية المتفرقة الملاصقة للساحل في بعض المناطق، كما توجد في بعض الأجزاء على طول الساحل منخفضات تشكّلت فيها السباخ الواسعة، منها: سباخ المقطع، وسبخة العوجاء، وطفة مشعاب، وخور الظلوف، وسبخة قريّة، وسبخة الدنان، وسبخة الدائر، وسبخة المشاخيل، وسبخة دويهن، وكما تنمو على ضفاف بعض سواحل الخليج الغربية أشجار القرم، والقندل (المانجروف) التي تكثر في أجزائه الوسطى والجنوبية الغربية، كما في الساحل السعودي قرب الجبيل، وفيما بين رأس تنورة والخبر، وفي سواحل الإمارات العربية المتحدة الجنوبية الغربية.
الدكتور “النبهان” قال ” يمكن تصنيف جزر البحر الأحمر من حيث النشأة على النحو التالي:
١ – جزر مرجانية: تكونت من المرجان الذي نما فوق جروف ضحلة قليلة العمق في نطاق الجرف القاري، حيث وفرت ظروف ارتفاع درجة حرارة المياه – لوقوعها في المنطقة المدارية – واعتدال نسبة ملوحتها وصفائها – لعدم وجود أنهار ترفدها- إضافة إلى اتساع نطاق الجرف القاري، بيئة ملائمة لنمو حيوان المرجان الذي تكونت من بقاياه معظم الجزر، ومنها: جزر أرخبيلي فرسان ودهلك، ومعظم الجزر الواقعة أمام السواحل.
٢ – جزر قارية: تكونت نتيجة انفصالها من اليابسة المجاورة لها بواسطة الصدوع أو عوامل النحت المختلفة، حيث تتكون تلك الجزر من الصخور نفسها التي تتكوّن منها اليابسة، وتتكون غالبيتها من الصخور النارية والمتحولة والرسوبية، وتتميز أشكالها بامتدادها بمحاذاة الساحل، ومن تلك الجزر: ثيران، وصنافر، وحاطبة، وشدوان، وجوبال، ومكوّر.
٣ جزر رملية: تتكون من حواجز رملية كونتها الأمواج في المناطق التي يضعف فيها المد، نمت على حواجز مرجانية، وتتميز بأشكالها الطولية، وتنتشر بمحاذاة السواحل وبالقرب منها، وتتركز بشكل أكبر بمحاذاة منتصف الساحل الشرقي، ومنها جزر: شيبارة، وكشران، والطويلة، وثرا وغيرها.
٤-جزر بركانية: تكونت نتيجة اندفاعات بركانية من قاع البحر، ويوجد معظمها في وسط البحر، بحكم طبيعة نشأته الأخدودية، وتتركز في جنوب البحر أكثر من شماله، ومنها:جزر: الزبرجد، والطير، والزبير، وحنيش، وبريم، وبعض جزر الساحل الإريتري،
إضافة إلى بعض جزر الساحل السعودي، التي تقع في نطاق حرة البرك والقحمة جنوب القنفذة، ومنها: جزيرتا: جبل ذهبان، وجبل كدمبل.
وكما أضاف الدكتور ” النبهان” يمكن تقسيم الجزر في الخليج العربي من حيث النشأة والتكوين إلى الأقسام التالية:
1. جزر نشأت نتيجة حركات القشرة الأرضية: نشأت بعض الجزر في الخليج العربي نتيجة التواء القشرة الأرضية مثل جزيرة البحرين، حيث تعتبر قبة التوائية طولية الشكل، وجزر نشأت نتيجة اندفاع التكوينات الملحية من الطبقة السفلى لقشرة الأرض أدت إلى ظهور قباب ملحية على سطحها، منها جزر: طنب، وأبو موسى، وحالول، وجزر نشأت نتيجة الانفصال من الساحل بسبب الانكسار، منها جزر الساحل الإيراني مثل: قشم، وكيش، وخارك، وجزر نشأت نتيجة هبوط سطح الأرض؛ مما أدى إلى انفصالها عن الساحل كجزيرة فيلكا.
2. جزر نشأت نتيجة التكوينات المرجانية: لقد لعبت الترسيبات المرجانية دوراً كبيراً في ظهور عدد من الجزر في الخليج، حيث تتكون من الرمل المرجاني الناجم عن تاكل الصخور المرجانية بفعل الأمواج والعوامل البيئية الأخرى، التي ترسبت على الشعاب المرجانية، ويوجد الكثير منها قرب سواحل: المملكة، والبحرين، وقطر، وأبو ظبي، وبعض الجزر الواقعة في وسط الخليج.
3. جزر نشأت نتيجة إرسابات التيارات البحرية والرياح: لقد تسببت نباتات القرم – الشورة – والقندل (المانجروف) التي تتكاثر على سواحل الخليج، خاصة في أجزاء من سواحله الغربية والجنوبية الغربية في نشوء العديد من الجزر في الخليج، حيث تعد هذه النباتات حاجزاً تتراكم خلفه مواد طينية ورملية تدفعها التيارات البحرية والرياح، وتنتشر الكثير من هذه الجزر على طول ساحل الإمارات. كما أدت مياه الخليج الضحلة إلى تكوين عدد من الجزر التي نشأت نتيجة الارسابات النهرية، والتي تكوّنت أمام مصبات شط العرب ونهر كارون في الطرف الشمالي للخليج.
4. جزر نشأت نتيجة عوامل التعرية: تكوّنت العديد من الجزر في الخليج العربي بفعل عوامل التعرية التي تقوم بها التيارات المائية والأمواج حيث فصلتها من الساحل، وتتركز معظم هذه الجزر حول رأس مسندم وقرب السواحل السعودية والإيرانية.
*وحول سؤال عن ماهي الدول التي يدخل نطاقها الجغرافي بالكامل او جزء منها في المكون الجيولوجي للجزيرة العربية؟!
أوضح الدكتور ” النبهان” معظم الصفيحة العربية من شبه الجزيرة العربية، المتمثلة بدول الخليج العربي واليمن و بلاد الشام ، وتمتد تلك الصفيحة شمالا نحو تركيا. حيث يحدها:
من الشمال: مركب من الحدود المتقاربة مع الصفيحة الأناضولية والصفيحة الأوراسية
من الجنوب: الصفيحة الأفريقية. من الغرب: حد فالق جانبي إلى يسار مع الصفيحة الأفريقية تسمى صدع البحر الميت، وحد متباعد مع الصفيحة الأفريقية يسمى صدع البحر الأحمر الذي يجري بطول البحر الأحمر. من الشرق: الصفيحة الهندو-أسترالية. والصفيحة العربية تتحرك باتجاه الشمال منذ ملايين السنين متجهة لارتطام حتمي بالصفيحة الأوراسية.
*وحول كيف يتم التقسيم الداخلي للجزيرة العربية من حيث المسميات؟. وكيف يتم تحديدها ومعرفة حدودها الطبيعية؟.
أفاد “النبهان” بأن التقسيم الداخلي للجزيرة العربية جولوجياً فهي عبارة عن:
1. الدرع العربي وهو يتبع دهر طلائع الحياة ويتمثل في التتابعات البركانية الرسوبية المتحولة التي يتداخل فيها الجرانيت و الجابرو. يعود الدرع العربي إلى التكوين الجيولوجي للمنطقة التي تشملها، وهو جزء من شبه الجزيرة العربية. يُطلق هذا الاسم على المنطقة الغنية بالصخور النارية والمتحولة القديمة (عمرها أكثر من 570 مليون سنة) والتي تشكلت في حقب ما قبل الكمبري. سميت بالدرع لأنها تشبه الدرع الصلب الذي يحمي ما حوله.
2. الرصيف القاري العربي وهو يتبع دهر الحياة الظاهرة ويحتوي على تتابعات رسوبية فتاتية وجيرية ومتبخرات تميل بدرجات خفيفة نحو الشرق مبتعدة عن الدرع العربي، ويعد الربع الخالي والذي تغطي رواسبه ربع مساحة الجزيرة العربية الجنوبية الشرقية أحد جزء هام من ذلك الرصيف العربي القاري.
3. حرات العصر الثلاثي (هضبات واسعة من صخور البازلت) وهي في الغالب تعلو صخور الدرع العربي.
4. حوض البحر الأحمر وسهله الساحلي والخليج العربي.