
خالد قمّاش.الطائف
شهدت مدينة الطائف منذ أكثر من أربعة عقود عروضاً سينمائية ولكن على استحياء من خلال بعض الأهالي في منازلهم بمقابل مالي زهيد، أما بشكل رسمي فقد اقتصرت على عروض خجولة لأفلام تاريخية ووثائقية في بعض المؤسسات الثقافية والرياضية، كل هذا وذاك قبل أن حادثة الحرم (1400هـ / 1979م) حيث تم منعها تماما.
وفي عصر الرؤية الوطنية والتنوير الاجتماعي عاد الاهتمام بهذا الفن الجميل، وتم فتح دور السينما وإقامة المهرجانات والمسابقات السينمائية؛ ليجد المواطن والمقيم متنفساً فنياً، وفضاءً واسعاً من الفنون البصرية الفاتنة.

وكون السينما أو ما يسمى بالفن السابع بوابة للجمال والألق، بما تحمله من متعة بصرية ومضامين معرفية وفنيات إبداعية.
ومن هذا المنطلق تم تدشين نادي السينما الأول في مدينة الطائف على أيدي ثلة من الشباب الواعد الطموح تحت مسمى (فناء الأفلام) في احتفالية شهدت حضور نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين، وبعرض سينمائي للفيلم القصير (قرن المنازل) والذي هو من إنتاج وتنفيذ وإخراج بعض أعضاء هذا النادي.

(قرن المنازل) فيلم للمخرج مشعل الثبيتي – والذي لم يكن القائمين عليه يحلمون بأن يترشح لأية قائمة مسابقات – فاز بجائزة طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية في الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأفلام السعودية ، وهو عبارة عن فيلم وثائقي إبداعي يستكشف قرية “قرن المنازل” أو “السيل الكبير” في الطائف، حيث تلتقي الطبيعة الريفية بسحر الوادي.
الرئيس التنفيذي للنادي تركي الثبيتي قال لصحيفة مكة الإلكترونية “أن
فكرة تأسيس نادٍ سينمائي بالطائف جاءت من حاجة ثقافية اولًا لضرورة وجود كيان يهتم بهذا المُنتج الفني ليكون مساحة لجميع المهتمين والهواة بمدينة الطائف”.
وأضاف الثبيتي أنه سيكون لديهم العديد من العروض السينمائية الفنيّة على مدار العام بصفة دورية وجلسات نقدية تعقب كل فيلم يتم عرضه لإثراء المشهد النقدي كونه مقوِّم أساسي للعملية الفنية.
كما أوضح الثبيتي أنه سيكون هناك ورش عمل في كتابة النصّ السينمائي وفي التصوير واخراج المشاهد وصناعة الأفلام فضلًا عن دورات في النقد السينمائي.
كما سيتم تدشين ما أسماه “معتزل المخرجين” وهو أول معتزل لتعليم فنون ومدارس الاخراج.
وعن تطلعاتهم المستقبلية كفريق عمل واعد ومبدع قال الثبيتي:
“نطمح بأن يصبح فِناء الأفلام نموذجًا يحتذى به في مدى فعالية الأندية السينمائية في إثراء المشهد السينمائي السعودي بتأهيل الكفاءات الشابّة لتقود المشهد السينمائي غدًا”.
واختتم تصريحه لـ «مكة» بقوله: “يطمح النادي بأن يكمل المنظومة الثقافية بالطائف فتصبح الطائف مدينة ثقافية بامتياز من الأدب للمسرح للفنون البصرية حتى السينما لتكتمل هذه المصفوفة ويكون بالطائف مناخًا ثقافيًا كاملًا”.
يشار إلى أن مدينة الطائف صُنّفت كمدينة مبدعة بعد أن انضمت إلى شبكة المدن الإبداعية في اليونسكو في مجال الأدب، وذلك في عام 2023م ، حيث تم اختيارها كمدينة مبدعة بناءً على تاريخها العريق في الأدب والشعر، وخصوصاً من خلال “سوق عكاظ” الذي يعتبر مركزاً للإبداع الثقافي والأدبي منذ القدم.
جميل ماتتحفنا به دائماً شاعرنا واعلامياً المميز الاستاذ والزميل : خالد قماش ،، سلمت الأنامل على ماسطرت من إبداعات فكرك النير وثقافتك اللامحدوده ،، تقبل مروري وشديد اعجابي
سلمت ودمت أخي سعيد.
مقالة متميزة في عبق السينما التي طوت صفحاتها قبل نصف قرن واليوم تعود بثوب جديد بنادي فناء الفن بقيادة مجموعة من شباب الطائف تركي الثبيتي وخالد قماش
أهلا أستاذنا عيسى
ليس لي سوى أن أضيء شمعة الكتابة في ردهات الجمال ، بينما الفضل يعود لهؤلاء الشباب الجميلين.
شكرا لحضورك الألق.
روعه أن تكون السينما مرآةً تعكس تحولات الزمان، بين جيلٍ يحنّ إلى الضوء الباهت، وجيلٍ يعيش الصورة كأنها نبض حاضر.
“فناء الأفلام”جعلت من السينما: جسرًا بين الماضي والمستقبل، بين الحنين والرؤية، وبين جيلٍ صنع الحكاية وآخر يعيد قراءتها بعين جديدة.
شكرا لإحساسك النابض بالحياة المتوثب للضوء كلما استبدّ بنا الحنين.