من منطلق المسؤوليات العظام التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية تجاه الأشقاء العرب والمسلمين، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، وبحكم تلك المسؤوليات وكون السعودية مركزًا للقرار العربي وقبلة للمسلمين، الذين يتوجهون إليها بقلوبهم قبل أجسادهم لأداء الصلوات المفروضة، وكذلك أداء فريضة الحج وما يتبعها من عمرة وزيارة؛
هذا الدور التاريخي الريادي للمملكة العربية السعودية، الذي يجمع بين المسؤولية الدينية والمسؤولية السياسية، جعلها ذات ثقل كبير وريادة متقدمة للوقوف إلى جانب الأشقاء العرب والمسلمين، لتقديم الدعم والمساندة والتقليل من حجم المآسي والأزمات التي يتعرض لها العالمان العربي والإسلامي.
وآخر تلك المواقف المشرفة لهذا الوطن العظيم، ما توليه قيادتنا الحكيمة للأشقاء السوريين من دعم لامحدود، وحرص واهتمام بأحوالهم السياسية والاقتصادية، حتى تعود سوريا إلى الحضن العربي قوية ومستقرة سياسيًا واقتصاديًا. فقد كان للسعودية الدور الأبرز في إلغاء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا بسبب نظامها السابق، وبعد تلك المبادرة التي حظيت بالقبول لدى أصحاب القرار ولدى المجتمع الدولي بصفة عامة، بادرت السعودية – كعادتها – بمبادرة أخرى لصالح الشعب السوري الشقيق، وهي تنظيم منتدى الاستثمار السوري السعودي 2025 في دمشق بمشاركة من القطاعين العام والخاص.
وتأتي هذه المبادرة لتعزيز أواصر الأخوة والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واستمرارًا لمجهودات السعودية الرامية إلى تعافي الاقتصاد السوري، من خلال المساهمة في عقد الصفقات والمشاريع المشتركة، التي تؤدي إلى التكامل الاقتصادي، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وتذليل العقبات بما يحقق المصلحة المشتركة بين البلدين الشقيقين






