
في تحرك استثماري جديد يعكس تصاعد النفوذ السعودي في الرياضة العالمية، كشفت تقارير صحفية إسبانية عن مفاوضات متقدمة بين صندوق الاستثمارات العامة، ونادي أتلتيكو مدريد الإسباني، بهدف الاستحواذ الكامل على النادي المدريدي العريق.
ووفقًا لما نشرته صحيفة Vozpópuli الإسبانية، فإن المباحثات الجارية منذ صيف العام الماضي تتجاوز إطار الرعاية المعتاد، وتمهد لمرحلة من الشراكة الاستراتيجية العميقة، لتضع السعودية على أعتاب أحد أعرق أندية الليغا.
خطوة استراتيجية داخل مشروع رياضي ضخم
الاهتمام الوطني يأتي تزامنًا مع جهود رئيس أتلتيكو التنفيذي، ميغيل أنخيل جيل مارين، لتأمين تمويل يصل إلى 555 مليون يورو من أجل تنفيذ مشروع “المدينة الرياضية” الجديدة للنادي، والذي يُنظر إليه كمشروع تحويلي للبنية التحتية الرياضية في مدريد.
فالمحادثات السعودية بدأت على هامش توقيع عقد رعاية ملعب “سيفيتاس متروبوليتانو”، حيث أبدى صندوق الاستثمارات رغبته في تحويل هذه الشراكة التجارية إلى استثمار مباشر في النادي، ضمن توجه أوسع لتعزيز حضور المملكة في الكرة الأوروبية، كجزء من رؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ثاني أكبر قوة عربية في أوروبا
إذا ما اكتملت الصفقة المرتقبة، فإن السعودية ستعزّز موقعها كثاني أكبر قوة عربية تستثمر في كرة القدم الأوروبية، بعد الإمارات، ومتقدمة على قطر ومصر.
السعوديون يمتلكون بالفعل 3 أندية أوروبية بارزة:
نيوكاسل يونايتد (عبر صندوق الاستثمارات العامة)
شيفيلد يونايتد (يمتلكه الأمير عبد الله بن مساعد)
ألميريا الإسباني (مملوك للمستشار تركي آل الشيخ)
ويضع ذلك المملكة في المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد الأندية التي يملكها مستثمرون أجانب في الدوريات الكبرى، بالتساوي مع مستثمرين من الصين وسويسرا، حسب دراسة صادرة عن Football Benchmark التابعة لشركة “كي بي إم جي”.
الإمارات في الصدارة وقطر في النخبة
تتصدّر الإمارات قائمة الاستثمارات العربية في أوروبا، من خلال مجموعة “سيتي فوتبول” التي يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والتي تدير نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، إضافة إلى نادي جيرونا الإسباني.
أما قطر، فتستحوذ على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، عبر شركة “قطر للاستثمارات الرياضية”، وهو أحد أربعة أندية تتخطى القيمة السوقية للاعبيها مليار يورو.
في المقابل، تبقى مصر خارج نطاق التأثير الكبير في مشهد استثمار الأندية الأوروبية، مع استثناء وحيد هو رجل الأعمال سميح ساويرس الذي يمتلك حصة في نادي أستون فيلا الإنجليزي، من خلال تحالف استثماري.
السعودية في قلب المشهد الرياضي العالمي
التحرك السعودي الأخير نحو أتلتيكو مدريد ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة توسّع مدروسة نحو النفوذ الرياضي العالمي، سواء عبر امتلاك الأندية، أو تنظيم البطولات الكبرى، أو دعم البنية التحتية للرياضة.
ومع دخول نادي بحجم أتلتيكو مدريد في الصورة، فإن المملكة تثبّت مكانتها كأحد أبرز اللاعبين الجدد في صناعة كرة القدم العالمية، وتسير بخطى ثابتة نحو التحوّل من شريك تجاري إلى صانع قرار رياضي داخل أوروبا.






