تتكون حياة كل إنسان من دوائر متداخلة، كل دائرة منها تضيف ملامح مختلفة إلى شخصيته وتؤثر في مساره. هناك دائرة العمل التي تمنحنا شعور الإنجاز، ودائرة العلاقات التي تملؤنا دفئًا ودعمًا، ودائرة التطوير الذاتي التي تدفعنا للنمو والتقدم. لكن وسط كل هذه الدوائر، تبقى دائرة واحدة هي قلب الحياة، الدائرة التي تمنح جميع الدوائر الأخرى قوتها واستمراريتها، ألا وهي دائرة الصحة التي وهبنا الله إياها. إنها الوقود الذي يعيد تشغيل محرك الحماس حين يخفت، والنقطة التي يبدأ منها كل تغيير حقيقي.
منذ سنتين، انضممت إلى نادي الرياض للجري (RUR)، وكانت تلك الخطوة واحدة من أجمل التحولات في حياتي جعلتني أنطر للرياضة من منظور مختلف. فلم يعد نادي RUR بالنسبة لي مجرد مجموعة رياضية، بل أصبح أسرتي الثانية، الأسرة التي أتكئ عليها خارج جدران المنزل. وسط أعضائه، شعرت أنني في عائلة أخرى، عائلة يجمعها الحماس والدعم والتحفيز الذي يجعل كل إنجاز، مهما كان صغيرًا، يبدو كبيرًا وقيمًا.
هذا النادي، الذي يعمل تحت إشراف وزارة الرياضة السعودية، لم يكن مجرد مجموعة تركض على مسارات الرياض وخارجها، بل هو مجموعة رياضية بدأت برؤية تؤمن أن الجري ليس مجرد رياضة فردية، بل أسلوب حياة. ومع مرور الوقت، نما RUR ليصبح مجتمعًا متماسكًا يضم أكثر من ألف عضو من مختلف الأعمار، يجتمعون على حب الجري والشغف بالتغيير. فاللقاءات الأسبوعية، مساء الأحد والاثنين والأربعاء وصباح يوم الجمعة في مسارات مختلفة، ليست مجرد تدريبات، بل محطات لبناء العزيمة وتقوية الروح، حيث لا نركض فقط خلف المسافات، بل خلف أهداف أكبر تعكس تطورنا كأفراد وكفريق.
ومع تدشين المسارات الرياضية في مدينة الرياض، أصبح لتمارين الدراجة مع RUR بُعد مختلف تمامًا اكتملت من خلاله لوحة مزينة بألوان جميلة. لم تعد الدراجة مجرد نشاط رياضي إضافي، بل أصبحت رحلة لاكتشاف مدينة الرياض من زوايا جديدة. فعلى مسار “الوردة النجدية” الممتد، نشعر بأننا نلامس تفاصيل أطراف الرياض الهادئة، أما في مسار “وادي حنيفة”، فنرى كيف تمتزج الطبيعة بالمشاريع الحديثة، وكيف تعكس المسارات والجسور جمال الدرعية وتطور العاصمة. في كل مرة ننطلق بالدراجات، نتابع الشروق والغروب، ونشعر أن هذه الطرق لم تعد مجرد مسارات، بل صفحات تروي قصة مدينة تنمو وتتجدد. وما يمنح رياضة الجري والدراجة قوة وإصرار هو إشراف الكباتن ودعمهم وابتسامتهم التي تضيف طاقة مختلفة تحفزنا على مواصلة كل تلك التمارين باختلافها ومساراتها واجواءها ، وتجعل كل تمرين مليئًا بالحماس والرغبة في الإنجاز.
وخلال كل تلك الأيام التي جمعتني بهذا الفريق العظيم أيقنت بأن كل شخص في RUR يحمل قصة تستحق أن تُروى، وأكاد أن أجزم بأن كل عضو لديه دافع خاص أو تحدٍ شخصي جعله ينضم إلى هذا المجتمع. هناك من بدأ الركض والدراجة بحثًا عن صحة أفضل، وهناك من جعلها وسيلة لتجاوز مرحلة صعبة، وآخرون وجدوا فيها بداية لقصة نجاح جديدة. هذه القصص المتنوعة تلتقي لتبني مجتمعًا رياضيًا ملهمًا، مجتمعًا لا يُقاس نجاحه بالكيلومترات المقطوعة، بل بما يزرعه من طاقة وإصرار في نفوس أعضائه.
ختاما، أود أن أقول أنه :”بعد سنتين من انضمامي إلى هذه الأسرة، تغيّرت فلسفتي لمفهوم الرياضة لأنني أصبحت أكثر عزيمة وتعلمت أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي فلسفة تعلمك أن الطريق يصبح أجمل وأسهل عندما تقطعه مع من يشبهونك في الشغف والإصرار “وبالنسبة لي، لم يعد RUR مجرد نادٍ للجري، بل أصبح قصة انتماء، وأسرة تُشعل الحماس كل يوم وتكتب مع أعضائها فصولًا جديدة من النجاح. فإن أردت أن تخلق لنفسك قصة انتماء جديدة، وأن تبدأ حكايتك مع الجري والدراجة من قلب مدينة الرياض، فانطلق من هنا وانضم إلى هذه الأسرة الرائعة من خلال حسابهم على إنستقرام @rur_sa – أقصد من خلال “حسابنا” فأنا واحدة من هذا الفريق الاستثنائي – فقد تكون متابعتك لهذا الحساب والاطلاع على الإنجازات بنفسك هي خطوتك الأولى لقصتك القادمة لتصبح جزءًا لا يتجزأ من أعضاء النادي المحفّز دومًا وأبدًا.
• أكاديمية متخصصة في الإعلام الرقمي ومدربة في مجال الذكاء الاصطناعي



