المقالات

وقت المملكة بتروح عالشام: الاقتصاد بيرسم الاستقرار

*وقت المملكة بتروح عالشام: الاقتصاد بيرسم الاستقرار*

د. عبدالقادر سامي حنبظاظة
السعودية متل ما بتعرفوا، وين ما راحت بتترك بصمة. يا عيني يا عيني على هالهمة اللي ما إلها مثيل! مثل ما بيقولوا: “من زرع حصد”، وهالأيام عم نشوف الحصاد بعينه.
بدمشق، اتأسست أول منصة عربية بتربط تعافي الاقتصاد بكرامة الوطن، وبترجع تعرّف علاقتنا بسوريا على أساس الاستثمار، وعلى مبدأ الشراكة اللي بتنتج وبتعمّر. “منتدى الاستثمار السعودي – السوري 2025″ يعتبر قفزة نوعية، بتبلش من توقيع الاتفاقيات، وبتوصل لترجيع سوريا على خارطة الإنتاج بالمنطقة، بعد ما غابت عنها سنين طويلة. تقبرني هالخطوة المباركة اللي بتجبر الخاطر.
على مدى يومين، وقعوا 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة أكتر من 24 مليار ريال سعودي، شارك فيها 120 شركة سعودية و20 جهة حكومية. هالاتفاقيات شملت قطاعات الطاقة، والصناعة، والأمن السيبراني، والاتصالات، والإسكان، والتعليم، والزراعة، والنقل، والرقمنة. كل اتفاقية تفصّلت لحتى تحل عقدة اقتصادية، وتبني قدرات جديدة بالدولة السورية. يا عيني على هالتخطيط المحكَم!
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صرّح بثقة: *”أنا رح كون أول الداعمين، وعلى راس المستثمرين”.* وأكد: “*نحن ما عم نستنى شرق أوسط جديد… نحن عم نصنعه”.* التوجيهات شملت تراخيص فورية، وتأسيس مجلس أعمال مشترك، وربط سوريا بأسواق المستقبل.
بمدينة عدرا الصناعية، بلّش الشغل الفعلي بمصنع “فيحاء للإسمنت الأبيض”، مشروع إنتاجي بسيادة سورية، وبتمويل سعودي، وإدارة تنفيذية على أرض الواقع. شركات متل STC وElm وClassera وقعوا عقود رقمية رح تنقل سوريا للجيل الخامس، ولمنصات الحكومة الإلكترونية والتعليم عن بُعد.
بكل قطاع، بيّنت ملامح توجه سعودي مدروس. التركيز ما كان على ضخ المصاري بس، لأ، كان على تشغيل الكفاءات المحلية، وترجيع الحياة من جوا، ولملمة الأمور عن طريق آليات السوق. يا عيني على هالفهم العميق!
الشام يلي عم تروح عليها المملكة، مو بس اسم على ورق: لأ، هيي بذاكرة جيل كامل من العرب. بدمشق عاشوا الصحابة، وبساحاتها مشي أبو الدرداء وخالد بن الوليد وعبادة بن الصامت، وبجوامعها انقرأت أول فصول الفقه، وبزواياها انّبنى العلم على السنة والعمل. يا عيني يا عيني على هالماضي العريق اللي بيشرّف! مثل ما بيقولوا: “اللي ماله أول، ماله تالي”، وسوريا أولها معروف.
من أرض الشام طلعوا أعلام الإسلام ونجوم الفكر. هون درّس ابن تيمية وتفسير ابن كثير، وانكتب رياض الصالحين للإمام النووي، وتسجلت أعلام النبلاء بمداد الذهبي، وارتقى فكر ابن القيم، وانختمت فتاوى الحنفية بحاشية ابن عابدين. تقبرني هالعلماء الأجاويد وهالتاريخ الخالد!
وبعصرنا هاد، سوريا كانت منارة لكل مين حمل القرآن والعقل، ومنهم الشيخ علي الطنطاوي اللي دخل كل بيت سعودي من خلال برنامج “على مائدة الإفطار”، بصوته الهادي، وأسلوبه الرقيق، وأدبه اللي جمع الدين بالذوق. ومنهم الشيخ محمد البوطي بعلمه وفكره، والشيخ محمد راتب النابلسي، والشيخ أيمن سويد شيخ القراء وإمام المتقنين وغيرهم كتير… كل واحد من هدول ما كان مجرد اسم، لأ، كان أثر ما بينمحى بالقلب، ونبراس ضو بوجدان الأمة. يا عيني يا عيني على هالرجالات اللي رفعوا راسنا! هون بنقول: “الرجال مواقف، والمواقف رجال”.
بالأسواق القديمة، الياسمين كان مزروع عالجدران، والحرفي كان يدق النحاس بإيد بتعرف إنو الرزق بينطلب بالحلال، وبهاراتنا بتعبّق حارات باب الجابية عطر، وسوق الحميدية بيحفظ نداء البياع: “اتفضل يا سيد العرب”، وتحت قبابه بتمشي ذاكرة المدن كلها. يا عيني يا عيني على ريحة الياسمين المعطّرة لقلوبنا!
بالبيوت، بينخبز الكعك بحبة البركة، وبتنعمل المجدرة متل ما كانت تعملها جداتنا، وبينصب اللبن المطبوخ مع قصص الغوطة، والزعتر البلدي بيتقدم مع الزيتون من جبل الشيخ. يا عيني يا عيني على أكل الشام اللي بيفتح النفس!
وبالدراما، سوريا كانت تقدم الحياة متل ما بتنطاق بكرامة. بـ “باب الحارة” شفنا أبو عصام حكيم ما بيبيع حكي فاضي، وأبو شهاب فارس بيعرف إيمت يسكت، ومأمون بيك بيحمل الوجهين متل ما بيحمل الاستعمار وجه ناعم وخنجر من ورا الضهر. الحارة ما كانت تمثيل، لأ، كانت ترجيع لقيمة الشجاعة، والدهاء، والمروءة، وربط العيلة بالشارع والمسؤولية. يا عيني يا عيني على هالدراما اللي بتغذي الروح!
وبـ “مرايا”، كان ياسر العظمة يقول اللي ما بينقال، بس بينفهم. وبـ “الزير سالم” كنا نسمع لهجة بتربّي. وبـ “التغريبة” شفنا فلسطين وسوريا ساكنين بنفس القلب، وعم يواجهوا نفس الانكسار.
أحمد شوقي، لما زار دمشق، ما كان عم يمدحها بس، لأ، كان عم يسجل دهشته:
“سلامٌ من صبا بردى أرقُّ… ودمعٌ لا يُكذّبهُ المقلُّ”
القصيدة كانت نشيد لكل مين حب هالمينة، وقرا بقلبها صوت الأندلس القديم، ومشرق الأمة لما كان عم يتنهد بثقة.
اللهجة الشامية مو بس حكي، لأ، هيي أسلوب حياة. “تكرم” يعني بلّش، و”تقبرني” يعني المحبة العميقة، و”عينك على قلبي” يعني الأمان. يا عيني يا عيني على هالكلمات اللي متشربة بوجدانّا!
بالبيوت القديمة، الحياء كان سور داخلي، والأدب بيتقدم قبل الأكل، والمي بتنكب للضيف قبل ما يسألوه عن اسمه. مثل ما بيقولوا: “اللي ماله كبير، بيضيع”، وهون الكبار تعلمنا منهم كل هالشي.
المملكة وهيي عم تفتح باب الاستثمار بهالأرض، عم ترجع تفتح الصفحة يلي ما انطوت، وعم تكتب مع أهلها سطر جديد من النهضة والعمران، ببلش من المعامل، وبينروى بالمدارس، وبينقرأ بالمجالس، وبيمتد للأفق يلي بيليق بتاريخها وصبرها وموهبتها في النهوض. صوب يلي حفظوا الإيمان بتفاصيل يومهم، وصوب الأرض يلي لسا بتعرف الفرق بين الصوت العالي… والكلمة الصادقة. تقبرني هالشام وأهلها اللي ما بينساهم حدا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى