المقالات

الوجبات الجاهزة وتطبيقات التوصيل… هل تهدد ثقافة الأسرة السعودية؟

ضمن الدعايات السلبية التي تتصدّر المشهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اطّلعت على دعاية من هذا النوع، تُمجّد أكل المطاعم، وتُشيد بكثرة تطبيقات التوصيل التي تقوم بتلك المهام الغذائية، وتوصيلها إلى منازلنا على مدار الساعة.

المتحدث في الدعاية (المُعلن) يُشيد بطريقة عجيبة بهوسه بأكل المطاعم، ويُعبّر صراحة عن دعمه وإعلانه (بالأسماء) لخدمة تطبيقات التوصيل، بالرغم من كثرة المثالب والمواقف السلبية – المقرفة والخطرة أحيانًا – على بيوتنا وأسرنا، من انتشار تلك الظاهرة السيئة، التي يتصدّرها أصحاب الدراجات النارية من العمالة الوافدة.

وقد تناسى المتحدث أهمية وأفضلية الأكل المُعدّ من قبل الأسر في المنازل، والذي يتميز بعدة مزايا، من ضمنها أنه أكل صحي ومفيد، وأقل تكلفة من أكل المطاعم.

هذا فضلًا عن كونه ميدانًا وطنيًا لتدريب الفتيات السعوديات من قِبل أمهاتهن على الطبخ المنزلي، وبالتالي خلق جيل جديد من أمهات المستقبل، اللواتي يُصبحن زوجات ناجحات فيما يتعلق بشؤون الزوج والأبناء.

فالحب بين الزوج والزوجة، والحياة الزوجية السعيدة والمستقرة، لا تكتمل إلا بتوفّر جميع مقومات الحياة الأسرية الأخرى، التي تُشكّل منظومة متكافئة وأرضية صلبة لاستمرار واستقرار الحياة الزوجية بين الطرفين.

وبمناسبة هذه الجزئية، فإنني أتذكّر تجربة ناجحة لامرأة سعودية فاضلة كانت تتبوّأ منصبًا سياسيًا مرموقًا في خدمة وطنها، ومع ذلك، لم يمنعها ذلك المنصب – وما يتطلبه من مسؤوليات كبيرة – من قيامها بواجبها المنزلي النسائي المعتاد، في خدمة زوجها وأبنائها.

جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية لتلك المرأة السعودية الرائعة التي نفخر بها جميعًا، ونعتز بسيرتها العملية والثقافية، والتي لم تمنعها من القيام بما تقوم به أي سيدة سعودية أخرى لخدمة أسرتها.

وعودًا على بدء، أعتقد أن دعاية ذلك المتحدث في المقطع المصوَّر الذي شاهدته، تُشكّل معول هدم لما يجب أن تكون عليه التربية الصحيحة للأسر السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى