في ميسان، لا تُقاس المسافات بين المراكز بالكيلومترات، بل تُقاس بعمق المحبة والتآخي بين مختلف الفئات والهيئات التي تتوزع بين الأودية والقمم والمنحدرات، وتنبض في سلام الوجوه ونقاء الأرواح ومتانة العلاقات.
وقد قامت جمعية التنمية الاجتماعية بمحافظة ميسان بمبادرة مجتمعية متميزة تحت شعار (ميسان تجمعنا)، ساهم فيها أهالي المحافظة بمراكزها الستة على مدى ثلاثة أيام متتالية، تنوعت خلالها الفقرات، وتبادلت الخبرات، وتنافست صفوف العرضات.
وشاركت الأسر المنتجة بما لديها من منتجات، إلى جانب عدد من المزارعين والنحالين الذين عرضوا أجود ما لديهم من ثمار وعسل.
في ملتقى ميسان، تعانق الضباب مع أشجار العرعر، فانبثقت الرائحة الزكية من مزارع الورود، وتذوقنا الطعم الشهي من ثمار أشجار اللوز البجلي، واستمتعنا بمزارع العنب، وتحسنت صحتنا بمنتجات العسل، وهمس النسيم بذكريات الطفولة، لتتشكل حكاية المكان والناس… حكاية عنوانها: “ميسان تجمعنا”.
ميسان تجمعنا رغم اختلاف الأسماء والعائلات والقبائل، ورغم تنوع الأفكار واللهجات، تجمعنا على ترابها الطاهر في مركزها الحضاري، بملتقاها السنوي وكرنفالها الجميل.
ميسان ليست مجرد محافظة في قلب جبل، بل قلب ينبض بالألفة، وممر للسلام، ومنبر للحوار بين الأجيال.
ميسان تواصل البناء والتنمية بعزم الرجال وتطلعات الأبطال، لتحقق ما يتمناه كل مواطن ومواطنة ينتسب لهذه المحافظة الفتية، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز — حفظهما الله — وبمتابعة مستمرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وسمو نائبه، وبعمل دؤوب من سعادة المحافظ وكافة العاملين معه، بل ومن جميع أهالي المحافظة.
هذه الملتقيات والفعاليات تؤكد الانتماء الوطني، وبإذن الله تتكرر لسنوات قادمة، لأنها تهدف إلى تقوية اللحمة الوطنية، وتعزيز محبة هذا الوطن العظيم، والاهتمام ببناء الإنسان وتنمية المكان، وفق مقومات جودة الحياة التي تسعى إلى تحقيقها رؤية المملكة 2030.
• كاتب رأي ومستشار أمني





