المحلية

المعلمون صُنّاع النهضة ورُوّاد الحضارة

المعلمون والمعلمات

لم يعرف التاريخ مهنةً أجلَّ ولا أرفع من مهنة التعليم، فهي المهنة التي أخرجت للبشرية العلماء والمصلحين والقادة، وهي التي صنعت العقول وبنت الضمائر. ولولا المعلم بعد الله تعالى، لما عرف الناس طريق العلم ولا ارتقت الأمم درجات المجد.

ومع ذلك، نرى اليوم بعض السفهاء يتهكمون على المعلمين والمعلمات، ناسين أو متناسين أن كل من يسخر من المعلم إنما يسخر من نفسه أولاً؛ لأنه هو نتاج تعليم معلم. الطبيب الذي يعالج مرضاه، والمهندس الذي يبني، والقاضي الذي يحكم، كلهم كانوا يوماً تلاميذ في صفوف يتصدرها معلم. فكيف يجحد الفضل من بُني نجاحه بجهودهم؟

قيمة المعلم في بناء المجتمع:
– المعلم هو نقطة البداية: كل نهضة علمية أو اقتصادية أو حضارية تبدأ من الصفوف الدراسية حيث يغرس المعلم بذور المعرفة.
– المعلم هو صانع الإنسان: فهو لا ينقل المعلومة فقط، بل يشكل القيم، ويزرع الانتماء، ويغرس حب الوطن.
– المعلم هو الجندي المجهول: يعمل بصبر، ويصنع الأجيال في صمت، بينما يقطف المجتمع ثمار جهده.

رد على السخرية:
السخرية من المعلم ليست إلا دليلاً على جهل صاحبها. فالمجتمعات التي تقلل من قيمة المعلم هي مجتمعات محكوم عليها بالتراجع. أما الأمم التي احترمت المعلم ورفعت مكانته، فقد سبقت غيرها في العلم والاقتصاد والصناعة.

ولنا في قول الشاعر أحمد شوقي شاهد خالد:
قم للمعلم وفّه التبجيلا **كاد المعلم أن يكون رسولا**

إن ازدراء المعلم يعني ازدراء رسالة الأنبياء، لأن الأنبياء أنفسهم كانوا معلمين للبشرية.

خاتمة:
المعلمون والمعلمات هم طليعة النهضة، وسدنة الحضارة، وحملة الرسالة. ومن يتندر عليهم أو يقلل من شأنهم لا يضر إلا نفسه، أما فضل المعلم فباقٍ خالد، يورث الأجر في الدنيا والآخرة، ويظل أثره ممتداً ما بقي علم ينتفع به وتلميذ يعمل بما تعلم.

فليعلم الساخرون أن كلماتهم الباهتة لا تنال من مقام شامخ، ولا تهز بنياناً راسخاً، وأن المعلمين سيبقون دائمًا المنارة التي تهدي المجتمعات إلى الرقي والازدهار.

التربوي/ فواز عمر بدري
١٤٤٧/٣/١

هاني قفاص

تربوي - اعلامي مكة المكرمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى