المقالات

الخطاب الملكي.. بوصلة الحاضر واستشراف الغد

إن ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في خطابه أمام مجلس الشورى، الذي ألقاه نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، – حفظه الله – وما تضمنه من رسائل سامية، يجسد بوضوح متانة و قوة النهج السعودي الذي تأسس منذ أكثر من ثلاثة قرون على ثوابت راسخة، قوامها الشريعة الإسلامية، والعدل، والشورى، ورعاية المصالح العليا للوطن والمواطن.
لقد رسم الخطاب ملامح الحاضر الزاهر، ووضع بوصلة المستقبل المشرق، مؤكداً أن خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن ستظل أعظم شرف للمملكة وقيادتها، وأن التنمية المتوازنة والمتنوعة لم تعد خياراً بل واقعاً ملموساً، تشهد عليه أرقام النمو، وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية،واستقطاب الشركات العالمية الكبرى، وصولاً إلى ريادة المملكة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.
كما شدد الخطاب على أن المملكة العربية السعودية ماضية في حماية المصلحة العامة، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي والإنتاج الوطني، ورفع كفاءة الإنفاق، بما يعكس حرص القيادة على تحقيق حياة كريمة ومستدامة للمواطن، وتحصين الوطن أمام أي تحديات مستقبلية.
وعلى الصعيد الخارجي، جاء الخطاب حاملاً رسائل القوة والوضوح؛ إذ أكد وحدة المصير الخليجي، ورفض الاعتداءات السافرة، ودعم الأشقاء في قطر، ومواصلة الوقوف إلى جانب فلسطين باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وهو موقف تاريخي ثابت تجسده مبادرات المملكة وجهودها الدبلوماسية المؤثرة. كما أبرزت الرسائل السعودية دورها المحوري في إتمام المؤتمر الدولي الخاص بالقضية الفلسطينية، وقيادتها الحراك الدولي الداعم لحل الدولتين. ولم تغفل القيادة عن دعم الأشقاء في سوريا ولبنان واليمن والسودان، وإرساء أسس الحوار والسلام، مما يعكس مكانة المملكة كركيزة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
إن مجلس الشورى، بدوره، يمثل شريكاً أساسياً في صناعة القرار وتطوير الأنظمة، بما يواكب تطلعات الدولة ويسهم في وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
وفي ختام الكلمة الملكية، يظل المواطن هو محور التنمية وغاية الرؤية، حيث تتجلى في كل رسالة من رسائل الخطاب روح العزم والإصرار على بناء وطن مزدهر، متقدم، وعزيز الجانب، يقوده قائد حكيم وولي عهد طموح، لتظل المملكة العربية السعودية، بعون الله، أنموذجاً في الثبات على المبادئ، والريادة في التنمية، والفاعلية في الساحة الدولية.

د. تركي بن فهد العيار

أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى