تم الإعلان من قبل هيئة الترفيه السعودية عن إقامة حفلة مجانية في موسم الرياض لهذا العام بتاريخ (1/7) احتفاءً وتقديرًا لجيل من الرجال السعوديين الرواد من مواليد تاريخ (1/7)، الذين خدموا بلادهم الحبيبة المملكة العربية السعودية بكل جد وإخلاص وتفانٍ.
إن تاريخ (1/7) (الأول من رجب) يُعد يومًا مهمًا وغير عادي عند شريحة واسعة من السعوديين، فهو تاريخ ميلاد افتراضي لمعظم أبناء المملكة الذين تزيد أعمارهم حاليًا عن الخمسين عامًا، وقد سُجِّل في هوياتهم منذ عقود.
تم اختيار هذا التاريخ من قبل حكومة المملكة العربية السعودية بأمر من مجلس الوزراء، لجميع المواطنين في تلك الفترة ممن لا يعرفون تاريخ ميلادهم المحدد أو لا يملكون وثائق تثبت ذلك. ففي تلك الحقبة كان أغلب السعوديين يتذكرون العام فقط دون اليوم والشهر، ولذلك اعتُمد الأول من منتصف السنة الهجرية (1/7) كحل لهذه المشكلة التي أرَّقت الأجهزة الحكومية. جاء القرار لتسهيل تحديد الخدمات المقدمة من الدولة للمواطنين، مثل التقاعد ونهاية الخدمة وغيرها، خصوصًا في وقت لم تكن فيه شهادات الميلاد تُسجَّل بطريقة دقيقة وآلية. وأعتقد أيضًا أن ميزانية الدولة كانت تُعلن في الأول من شهر رجب من كل عام (1/7) وهو التاريخ نفسه.
شخصيًا، أنا من مواليد هذا اليوم (1/7). لدرجة أن زملائي وأصدقائي في الحارة كانوا ينادونني – على سبيل الملاطفة – عندما أتأخر عن موعد أو عن مجلس اجتماعي معتاد: “فينك يا ولد (1/7)؟”. فأرد عليهم مازحًا: أحمد الله أنني لم أتأخر أكثر، وإلا أصبحت من أولاد (1/8)! ثم نتبادل الضحكات بعدها.
ومع التطور التقني في وقتنا الحاضر تغيّرت الأمور عما كانت عليه في السابق، وأدى ذلك لتغيّر أشياء كثيرة، لدرجة أن بيانات الولادة على سبيل المثال لم تعد تحمل فقط تاريخ اليوم والشهر والسنة، بل حتى الساعة والدقيقة التي حدثت فيها الولادة.
وقد ظهرت بالتزامن مع تحديد اليوم الأول من رجب (1/7) كيوم ميلاد للذين لا يعرفون اليوم والشهر الذي وُلدوا فيه، روايات وقصص غير صحيحة وشائعات كثيرة. منها مثلًا: أن موظف الأحوال المدنية أخطأ في تسجيل التواريخ، أو أن اليوم يوافق صدور “حفيظة النفوس” (التابعيات) لأول مرة. وهذا ما استدعى قيام الأحوال المدنية بإنتاج فيديو يوضح حقيقة يوم (1/7).
وأخيرًا: فكم أنا مشتاق لحضور هذا الحفل الاستثنائي الرائع، لأني من شلة أولاد (1/7). غير أن هناك موعدًا لمحاضرة سأُلقيها – بإذن الله – في إحدى الجامعات بتاريخ قريب جدًا من يوم الحفل، وهي تحتاج إلى إعداد جيد. لذلك أتمنى لزملائي من أولاد (1/7) كل النجاح والتوفيق، وشكرًا أبا ناصر، حبيبنا معالي المستشار.


