من تحت قبة مجلس الشورى رسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في الخطاب الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز – ايده الله – خارطة طريق واضحة المعالم، تُضيء لنا دروب الرقي والتقدم في رحلة مُلهمة نحو مستقبل تُشكل فيه الأفكار الرائدة والابتكارات المتطورة جوهر التنمية، فعلى مر العقود الماضية، شهدت المملكة العربية السعودية رحلةً استثنائية من التنمية والازدهار، يمكن أن نطلق عليها “عهد النماء”. كان التركيز فيها على النمو المادي والتوسع العمراني وهو السمة الأبرز لهذه المرحلة، حيث تم توجيه الثروات النفطية لبناء بنية تحتية حديثة، وتأسيس مدن صناعية ضخمة، وتطوير قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة. فبُنيت الجامعات والمستشفيات، وشُقّت الطرق التي ربطت أرجاء البلاد، وكل ذلك من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والازدهار مما جعل المملكة واحدة من أهم القوى الاقتصادية في المنطقة والعالم بأسره .
وكلنا ندرك أن المملكة العربية السعودية شهدت على مر العقود الماضية رحلةً استثنائية من التنمية والازدهار، يمكن أن نطلق عليها “عهد النماء”. فمنذ تأسيسها وهي تضع التنمية في صدارة أولوياتها على مدى سنوات طويلة إلا أننا اليوم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وعراب رؤيتنا المباركة ولي عهده الأمين نشهد ميلاد حقبة جديدة وندخل في مرحلة أكثر طموحًا، يصفها المراقبون بعهد الذكاء الصناعي. فالمشروعات العملاقة مثل “نيوم” و”ذا لاين”، والاستثمارات الضخمة في التقنيات الرقمية والروبوتات وتحليل البيانات كلها مؤشرات على انتقال السعودية من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى اقتصادٍ معرفي متجدد، يضع الابتكار نصب عينيه في كل خططه ويفتح آفاق جديدة للشباب السعودي لكي يكون شريكًا فاعلًا في الثورة الرقمية .
واخيرًا فقد أدركت قيادتنا الرشيدة بحكمتها وطموحها أن الاعتماد على الموارد الطبيعية والنمو التقليدي لن يكون كافيًا لمواكبة التغيرات العالمية المتسارعة. وهذا الإدراك كان نقطة التحول التي قادت إلى رؤية 2030 الطموحة، التي لا تهدف فقط إلى التنويع الاقتصادي، بل إلى الانتقال الكامل نحو “عهد الذكاء الاصطناعي” الذي أشار إليه ولي العهد رعاه الله في الخطاب السنوي لأعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على مجرد تطور تقني، بل هو تغيير جوهري في طريقة عملنا وتفكيرنا. فلم يعد الأمر يتعلق فقط بزيادة الإنتاجية، بل بتحقيق الإنتاجية الذكية. فالآلات والأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي تستطيع أن تحلل كميات هائلة من البيانات في ثوانٍ معدودة، وتكتشف أنماطًا معقدة، وتتخذ قرارات دقيقة تفوق قدرة العقل البشري.
همسة قلم :
رغم سرعة التطور التقني في العالم ،إلا أننا حولنا الرمال إلى دوائر إلكترونية، والنماء إلى ذكاء.






