المقالات

أخبارٌ كاذبة وعبارات مبتذلة.. وبدون رقابة!

يعمد كثير ممن ينقلون أخبارًا أو يكتبون في شتى المجالات، وخاصة الرياضية منها، إلى الاعتماد على مصادر ضعيفة أو غير صادقة، هدفها الترويج لمعلومة خاطئة للاستفادة من تبعات تلك المعلومة. والمشكلة أن هناك من يستقبل تلك المعلومة ويروج لها، سواء بإعادة نشرها أو بالتعليق عليها وتأكيدها. لقد كنا في السابق نحرص على نشر الخبر الصادق لأننا نعلم أن هناك من يعاقبنا على عدم المصداقية؛ بل إن المسؤولين في الصحيفة، عندما يشكون في أي معلومة، يقومون بالتأكد منها بطرق مختلفة حتى يتم التثبت منها ثم نشرها، وكانت تتم معاقبة المحرر المخطئ بالإيقاف عن العمل لفترة قد تستمر لأشهر حسب خطورة الخبر.

أما اليوم فحدث ولا حرج؛ فقد أتاح سهولة النشر عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي تعتمد على حرية النشر وبدون رقابة، للكثيرين الاستمتاع بتزييف الواقع وإخفاء الحقيقة في ما يكتبون. والمشكلة أنهم يجدون من يصفق لهم ويشيد بهم، رغم علم الجميع بأن ما أوردوه غير صحيح؛ وكل همهم الانتصار لميولهم بكلمات مبتذلة وأوصاف قد تصل إلى العُرْض، واستخدام بعض الجمل التي يتنزه غير المسلم أن يتلفظ بها أو يكتبها، فكيف بأبناء المسلمين في هذا البلد الطاهر الشريف، الذي يعتبرنا الكثيرون قدوة لهم في أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا؟

إن اتهام الناس بما ليس فيهم من أشد أنواع الظلم. قال تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثْمًا مبينًا». وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال».

وردغة الخبال هي عصارة أهل النار وصديدهم وقيحهم وما يخرج من أجسادهم؛ وسيبقى فيها حتى يتوب ويستحل ممن افترى عليه أو يظهر الحق مما قال.

إننا أمام مشكلة كبيرة أخذت تكبر وتتسع، وأصبح إيذاء الناس في أعراضهم وما ليس فيهم وسيلة للانتصار على الآخر. فمنهم من اشتكى للجهات المعنية فاستُعيد له حقه، ومنهم من صبر على مصيبته وتوجّه إلى الله بالدعاء: «ربّي إني مظلوم فانتصر».

إن الحل الأمثل هو تخصيص جهة حكومية تُعنى بهذه المشكلة، تتابع أي سلوك مشين يصدر من أي كاتب أو مغرد، وتتولى معاقبته وتطبيق العدالة بحقه، حتى يكون ذلك تأديبًا له وردعًا لمن يحاول أن يسلك طريقه. أما أن يُترك الحبل على الغارب فسيولد لنا جيلًا قاسيًا لا يحترم الآخرين، بل يسعى للانتصار لنفسه بأساليب رخيصة يرفضها مجتمعنا المسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى