في زمن المتغيرات المتسارعة، تثبت المملكة العربية السعودية أنها دولة فاعلة، دولة قرار ومركز ثقل، تتحرك بثقة، وتبادر بمواقفها السياسية والاقتصادية لتصوغ ملامح الحاضر والمستقبل.
وقراراتها ليست ردود أفعال عابرة، بل خيارات استراتيجية تنطلق من رؤية راسخة، تستند إلى ثوابت الدين ومصالح الوطن، وتضع أمن المنطقة واستقرارها في صدارة الأولويات.
لقد عززت المملكة موقعها الإقليمي والدولي عبر مواقف واضحة في القضايا العربية والإسلامية والعالمية، فكانت حائط صدٍ أمام محاولات العبث بأمن المنطقة، وركيزةً أساسية في استقرار أسواق الطاقة، وفاعلًا محوريًا في كل معادلة تخص السلم والأمن الدوليين.
وتأتي اتفاقية الدفاع المشترك مع باكستان كقرار استراتيجي يعكس متانة التحالفات السعودية وعمق رؤيتها الأمنية، ويجسد مكانتها كقوة إقليمية تجمع بين مقتضيات الأمن الجماعي ومتطلبات الاستقرار العالمي.
إن موقع المملكة الاستراتيجي الذي يتوسط العالم، وثرواتها البشرية والطبيعية، ورؤيتها الطموحة 2030، جعلت منها مركزًا عالميًا للتأثير والقرار، ووجهة رائدة للاستثمار والتنمية.
ومع انطلاقتها الجديدة نحو الاقتصاد الأخضر، والطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ترسم المملكة ملامح مرحلة مستقبلية تجعلها شريكًا رئيسيًا في صياغة النظام العالمي القادم.
وهكذا، فإن قوة المملكة اليوم لا تكمن فقط في قراراتها الحاسمة ومواقفها الراسخة، بل في قدرتها على استشراف الغد وصناعته، لتبقى صوتًا مسموعًا في العالم، وقوةً فاعلة في بناء السلام والتنمية المستدامة، ورسالةً خالدة تعكس اعتزاز الوطن بثوابته ومكانته وريادته.






